جاء حصاد الوفد الجزائري المشارك في النسخة الثالثة لألعاب التضامن الإسلامي قبل يوم واحد من اختتامها بباليمبانغ الاندونيسية أفضل من الطبعة السابقة التي جرت في العربية السعودية في 2005.وجمع الرياضيون الجزائريون (78) لحد الآن 5 ذهبيات و 5 فضيات و6 برونزيات في 8 رياضات, مقابل 3 ذهبيات و 11 فضيات و 12 برونزيات في الدورة السابقة التي تنافس خلالها ممثلو الجزائر وعددهم آنذاك 130 رياضيا في 12 اختصاصا. ويحسب أيضا للمنتخبات الجزائرية أنها شاركت بتعداد يطبع عليه عنصر الشباب مقارنة بالفرق الأخرى, ما يمثل برأي المتابعين فرصة لاكتساب مزيدا من الخبرة تحسبا للمواعيد القادمة.وكان بمقدور الرياضيين الجزائريين ان يعودوا بحصاد أكبر من الميداليات, لولا الارهاق الذي عانى منه الكثير منهم إضافة إلى نقص التحضير عند بعض الاختصاصات مثل العاب القوى, الكاراتي والبادمنتون. وتعد العاب القوى الجزائرية والسباحة الاكثر تتويجا بالميداليات مقارنة بباقي الرياضات الاخرى بعد نيل الاولى لذهبية من طرف امينة بتيش و فضية لكنزة دحماني وبرونزيتين.واحتلت الجزائر المركز الخامس في جدول ترتيب الميداليات من ضمن 20 بلدا مشاركا.وجدير ذكره ان الاطقم التقنية لالعاب لقوى, "غامروا" ب14 سباقا "غير جاهزين بدنيا" جراء التوقف عن التدريبات لمدة ما يقارب الشهرين كما ان هذه الدورة تزامنت مع انتهاء الموسم, اذ يركن هؤلاء في هذه الفترة من السنة للراحة وقبلها سجلوا حضورهم في الالعاب المتوسطية. كما نالت السباحة ميداليتين ذهبيتن لصاحبهما اسامة سحنون في سباق 50 و 100م سباحة حرة وفضية في اربع مرات 100م تتابع سباحة حرة وبرونزيتين لسعاد شرواطي (1500م) سباحة حرة وكوزة رجا اميرة في 50 م سباحة على الصدر. وافتكت من جهتها رياضة الكاراتي ميدالية ذهبية لصاحبها عبد الكريم بوعمرية كوميتي فردي(- 60 كلغ) وفضية كل من جعفر اسلام مهدي (كاتا فردي) والمنتخب النسوي ( كاتا حسب الفرق) اضافة الى برونزيتي حمديني مسيبسا-كوميتي فردي ( + 84 كلغ) وزهيرة عبد القادر- كوميتي فردي(68 كلغ). وقبل مشاركة المصارعين الجزائريين في موعد باليمبانغ, عانت المجموعة مشقة كثرة السفريات والمنافسات خارج الوطن مؤخرا على غرار بطولة العالم للكاراتي شيطوريو, التي احرزوا خلالها لقب هذه الدورة. واكتفت رياضة التنس بفضية لمحمد حسن ( فردي رجال) وكان هدفها اقحام لاعبي الاواسط في مثل هذه الدورات الرياضية قصد تحضيرهم للمستقبل . أما نتائج كرة الريشة التي لم تظفر بأية ميدالية, فقد أرجع مسؤولوها هذا الإخفاق الى ان هذه اللعبة مازالت تخطو خطواتها الاولى والشغل الشاغل للهيئة الفديرالية حاليا هو التألق على المستوى القاري (المركز الرابع أفريقيا حاليا), بالاضافة الى التعريف بها محليا ووطنيا واستقطاب منخرطين جدد وياتي بعدها الحديث عن الوجه الذي كان ينبغي ان تظهربه ومقارعة ابطال العالم. رفع الاثقال يخيب والتايكواندو يعاني مع الكبار والامل في الووشو بالمقابل عاد منتخب رفع الاثقال خالي الوفاض ولم يحقق اي نتائج تذكر, حيث كان يعول على كسب نقاط جديدة تسمح للرباعين المشاركين في هذه الدورة بالانضمام الى الفريق الوطني الاول بالاضافة الى الاستفادة من خبرة نظرائهم الاسيويين تحسبا لاستخلاف العناصر الحالية. وتبقى الرياضة القتالية التايكواندو التي تتواصل منافساتها حتى اليوم- تعاني في ظل غياب هذه الرياضة عن الدورات الدولية والبطولات العالمية, التي يمكن عبرها لممثلي الجزائر بجمع النقاط وتحسين ترتيبهم العالمي والابقاء على حظوظهم في تجنب الاقوى خلال الأدوار التصفوية للمسابقات الدولية, علاوة على النقص في التربصات وحتى في المدربين الأكفاء قصد انعاشها واعادة الاعتبار لها محليا قبل مقارعة الكبار. وبالنسبة للفن القتالي الكانغ فو ووشو الذي سينهي منازلاته هو الاخر اليوم, فبعدما ضمن ثلاث ميداليات برونزية, يمكن القول ان لديه مستقبل واعد وهو الذي يملك مقاتلين حازوا على اللقب العربي والمغاربي والافريقي ومراكز مشرفة دوليا. ويرى رئيس البعثة الجزائرية عشية اختتام الطبعة الثالثة لالعاب التضامن الاسلامي, ان المستوى التقني لممثلي الجزائر كان "مقبولا على العموم والنتائج تحسنت مقارنة بالطبعة المنصرمة التي استضافتها المملكة العربية السعودية سنة 2005" (3 ذهب, 12 فضة و13 برونز) مشيرا الى ان هذه التجربة هي الاولى لبعض الرياضيين وعلينا تاطيرهم وتحضيرهم للاستحقاقات الدولية القادمة".