يبدو أن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني أعاد التفكير في مواقفه من الانتخابات الرئاسية و ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة و كذا تصريحاته حول دور الأمن و المؤسسة العسكرية في تعيين رؤساء الجزائر.والدليل أن "السي عمار" لم يتوقف عن الاتصالات المكثفة مع مناضلي الحزب و اجتماعه بالمحافظين الولائيين للأفلان، و التقائه بالمجموعتين البرلمانيتين للحزب من نواب المجلس الشعبي الوطني و أعضاء مجلس الأمة في أقل من أسبوع..!.أصبح واضحا الآن أن سعداني يسابق الزمن و لا يجد صعوبة في عقد اجتماعات عديدة في وقت واحد، و أضحى هدفه ظاهرا أيضا فبعد أن أحسّ الأمين العام سعداني بانزعاج الجهات التي قال إنها وضعت الرؤساء السابقين للجزائر يحاول الآن تبييض صورته و تدارك "أخطائه"، و ليس عيبا في اعتقاده أن يُظهر للناس جميعا اهتمامه بترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة أكثر من اهتمام المعني بالرابعة نفسه.و هناك قراءة أخرى في حركة عمار سعداني المكثّفة مؤخرا مفادها كسب الدعم و المساندة لآرائه و مواقفه من قاعدة حزب جبهة التحرير الوطني، خاصة بعد أن وجد نفسه مهددا نوعا من المعارضة أو ما يعرف بحركة التقويم والتأصيل للأفلان، و التي رفضت تعيينه على رأس الحزب بحكم ماضيه حسبهم.و تزامنت اجتماعات عمار سعداني و نشاطاته المكثفة مع حركات موازية للتقويميين، و بدأت المكاتب الولائية لحركة التقويم والتأصيل في عقد لقاءات و اجتماعات بنفس الحجم تقريبا، و ذلك لدراسة المستجدات السياسية و كيفية وضع حد لتدخلات سعداني في أمور الجبهة مع اتهامه بانتحال الصفة.مما يعني أن حزب جبهة التحرير الوطني سيعود إلى نقطة الصفر، و ستستمر الخلافات و الصراعات حول القيادة مثلما كان عليه الحزب سابقا و أشدها في زمن الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم الذي لا يزال حائرا إلى اليوم في قضيه سحب الثقة منه رغم مكانته ونفوذه.