أكد رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي أمس، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لن يسمح له وضعه الصحي بالترشّح للاستحقاقات المقبلة المزمع إجراؤها في 17 أفريل المقبل، و كشف عن موقفه من الأحزاب المناشدة للعهدة الرابعة، و عن تصريحات رئيس الحزب العتيد الأخيرة التي مست المؤسسة العسكرية، و كذا حقائق أخرى في حوار جمعهس س مع "الاتحاد" بمقر حزبه. ماذا تقولون عن تصريحات رئيس الحزب العتيد عمار سعداني الأخيرة التي مسّت المؤسّسة العسكرية؟ عمار سعيداني ضمن مجموعة شكيب خليل، فهو يعمل جاهدا لحماية مجموعته..فالصراع القائم الآن لا يهمّ المواطن العادي بل هو صراع بين مجموعتي شكيب خليل و عبد المومن خليفة، و كل مجموعة هي قيد البحث عن شخص يحميها و يحفظ لها مصالحها الشخصية . في حال إعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه للعهدة الرابعة، هل ستنقص حظوظكم من الفوز في الانتخابات القادمة؟ أنا لا أتصور أن الوضع الصحي الحالي للرئيس بوتفليقة سيسمح له بالترشح لعهدة رابعة، بل أجزم أنه لن يستطيع الترشح..فمنذ عشرة أشهر لم يجرؤ على مخاطبة الشعب الجزائري في كثير من المناسبات الرسمية، و قد صرّح في الخطاب الذي ألقاه سنة 2011 "طاب جناني شوفوا حالكم.." هي رسالة واضحة للإعلان عن نهاية حكمه و دليل على رغبته في التخلي عن السلطة. و الآن هو و جماعته سواء جماعة شكيب أو عبد المومن خليفة يبحثان عن خليفة يرضون عليها. ما تعقيبكم على العدد المتزايد للأحزاب التي تُناشد الرئيس بالعهدة الرابعة؟ تزايد الأحزاب من أجل المصالح لا غير..و "فرّق تسد" هي المنطلق الذي تعمل به غالبية الأحزاب التي تراعي مصالحها الشخصية فقط..و وجود قرابة 100 حزب سياسي لتشتيت أفكار الشعب الجزائري و جعل الممارسة السّياسية ممارسة تطفّل..و فالكثير من الذين سحبوا استمارات الترشح غايتهم أن يستعرضوا عضلاتهم و يُظهروا أسماءهم لأن غالبيتهم ليسوا معروفين. أيُفهم من كلامكم أنهم غير مؤهلين لمنصب رئاسة الجمهورية؟ لا أقصد أنهم غير مؤهلين ..و لكن ليسوا قادرين على جمع حتى ألف توقيع، و إنما ترشحوا من أجل الترشح، ما يعطي صورة الرداءة للشعب الجزائري. أبرز المنافسين لك في استحقاقات 2014؟ المنافس القوي و الوحيد لي هو التزوير و النظام المستبد الذي يفرض دائما مرشحه، و انا اؤمن بما يعطيه لي الشعب الجزائري . ما الذي يُميّز برنامجكم الانتخابي عن برامج المرشحين الآخرين؟ الميزة بالدرجة الاولى أننا ننادي بالعودة الى سلطة الشعب و قيام دولة ديمقراطية و اجتماعية، و نريد لغة الصّراحة و المواجهة على الساحة الوطنية و نرفض لغة التلاعب. ما تعليقكم على أحداث غرداية الأخيرة؟ و هل صحيح أن هناك أطراف أجنبية وراء تلك الأحداث؟ السلطة هو مشكل إقتصادي محض ، فقد قلّت المداخيل و كثرت البطالة و بالتالي كثرت الاعتصامات و الاحتجاجات في جميع الميادين..فالنظام لم يفتح فضاءات للشباب. و إذا صدقت الفرضية التي افترضتها بعض الجهات أن هناك تدخّل أجنبي وراء هذه الإحداث فلا يدل ذلك سوى على ضعف النظام بشموليته سياسيا و أمنيا و اقتصاديا ،و لأن مدينة غرداية منطقة عبور تجاري فتحدث في كل مرة فيها مثل هذه المشادات بين المزابيين و الطائفيين. كم تحصّلتم من التّوقيعات إلى حد الآن؟ تحصلنا إلى حدّ الآن على أكثر من 50 بالمائة من التوقيعات،712 منها توقيعا للمنتخبين و ما يفوق 30 ألف من المواطنين عبر مستوى الوطن..و نحن مؤهلين للمرحلة الأخيرة من الرئاسيات و ليس لدينا مشكل في ذلك، و نحن مستعدون للقيام بحملة واسعة عبر ربوع الوطن و لا أعتقد أن يتجاوزني في التحرك أحد و أنا واثق من أن استجابة المواطنين لي تكون كبيرة جدا. هل وجدتم صعوبات أثناء القيام بجمعها؟ أكيد ..لقد وجدنا صعوبات تتمثل في قيام بعض الأطراف بشراء التوقيعات التي كانت لصالحنا، فمثلا في باتنة عندنا 114 منتخبا و تحصّلنا على 7 توقيعات فقط منهم و الباقي قاموا بشرائهم و نفس الشيء حدث بولاية تلمسان. هل ستعتقدون أن استحقاقات أفريل 2014 ستكون نزيهة و شفافة؟ طبعا لا.. لا وجود للشفافية و النزاهة فيها..لأن النّظام القائم مستبد هو الذي سيختار المرشح و ليس عن إرادة الشعب. لماذا تترشحون في كل مرة إذا كانت الإنتخابات كما قلتم أنها تغيب فيها الشفافية و النزاهة؟ يجب أن يكون تدخل في حلبة الصراع السياسي لنثبت قوتنا و نكون على وضعنا الحقيقي و نثبت سلطة الشعب و العمل على فضح الوجه الآخر الذي يتمثل في النظام القائم المستبد. ما هو سبب إصرارك على تجديد الترشح للإنتخابات للمرة الثالثة على التوالي؟ هي الرغبة في إحداث التغيير و إثبات صوت الشعب الذي يعتبر صلب السلطة الحقيقية و الغاية التي تثبت أن الشّعب صاحب الكلمة. أين وصل اقتراحكم حول الانتخابات الإلكترونية؟ نحن نخاف من التزوير و هذا ما دفع بنا في الانتخابات التشريعية الفارطة بالمطالبة من زملائنا في بعض الأحزاب السياسية الضغط على الإدارة لتفعيل الانتخابات الإلكترونية، إلا أن وزارة الداخلية تحجّجت بضيق الوقت، في الوقت الذي نجد فيه قد صدرت شهادة ميلاد إلكترونية و جواز بيومتري.. فمن المفروض أن تشرع الإدارة منذ الانتخابات المحلية السابقة في تحضيرها، لأننا ليسوا أقل شأنا من البلدان المجاورة لبلادنا، فالتماطل في إصدار البطاقة الانتخابية الالكترونية يعني أنه ما زالت نيّة التزوير في الانتخابات مثلما كانت عليه الجزائر منذ الاستقلال إلى يومنا هذا. كيف تتعاملون كرئيس إزاء الاحتجاجات و الاعتصامات التي يعرفها القطاع التربوي؟ رأس مالنا في برنامجنا الانتخابي هو الإنسان ..و ليس الأرصدة و الأموال، علينا أن نعتمد على مبدأ الحوار الذي هو تحصيل حاصل لكسب ثقة الشعب الجزائري، و نعمل على تحسين ظروف معيشتهم و نطبق ذلك على أرض الواقع. ما رأيكم في الأحزاب التي تقاطع الرئاسيات؟ نحن نؤمن بسلطة الشعب و المواجهة..و المشاركة في الإنتخابات هي الرصاصة التي تغير وضع الدّولة، فالاستقالة لا تثبت الوجود.