حطت القافلة الثقافية والفنية لولاية سوق اهراس أول أمس، رحالها بدار الثقافة "علي سوايعي" بمدينة خنشلة في إطار المهرجان المحلي للفنون والثقافات الشعبية حاملة معها ما تزخر به من ارث ثقافي وفني مادي ولامادي عريق ومتنوع. وقد تميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية المندرجة ضمن التبادل الثقافي بين الولايات بحفل استعراضي فلكلوري للفرق الفنية المحلية لهذه الولاية الحدودية التي أنجبت سانت أوغستين وكاتب ياسين والطاهر وطار وغيرهم من الأسماء المعروفة في الجزائر و في الخارج.كما عرف حفل الافتتاح الرسمي لفعاليات هذا الأسبوع الثقافي إقبالا ملحوظا للزوار الذين توافدوا على أجنحة المعارض المقامة ببهو دار الثقافة للاطلاع على ما تزخر به منطقة سوق اهراس من عادات وتقاليد شعبية تجسدها العيينات والنماذج المعروضة كالحلي واللباس التقليدي والأكلات الشعبية و صناعة الحلويات التقليدية والعصرية والأنسجة الصوفية وكذا لوحات في الفنون التشكيلية.وشكلت الصور الفوتوغرافية المكبرة للمواقع الأثرية لاسيما بمنطقتي خميسة ومادور (مداوروش حاليا) والبوابة الأثرية لمنطقة تيفاش وزيتونة أوغستين- التي تمثل إلى حد الآن رمزا لمدينة سوق اهراس والتي أصبحت لها شهرة عالمية لارتباطها بشخصية أوغستين الذي وضع أسس التفكير الكاثوليكي وغيرها من المناظر الطبيعية والسياحية الخلابة -محطات توقف عندها الزوار الذين تلقوا بشأنها شروحا من قبل أعضاء الوفد الثقافي الضيف.كما تعرض صور و وثائق تاريخية لشهداء المنطقة أمثال باجي مختار والدور الريادي الذي لعبته هذه الجهة الحدودية إبان ثورة التحرير و صور أخرى خاصة بالفنانين الذين تغنوا ببطولات المجاهدين على غرار الحاج بورقعة وبقار حدة وفاطمة السوقهراسية وغيرهم ممن شحنوا شعلة الاستقلال في نفوس أبناء الجهة خصوصا والبلاد عموما.وبرمجت بالمناسبة سهرات تحييها فرق فنية في الفلكلور و الرقص الشعبي والغناء الموسيقي العصري إلى جانب تنظيم رحلات استكشافية لفائدة أعضاء الوفد الضيف للتعرف على بعض المواقع التاريخية و الأثرية والحموية التي تزخر بها ولاية خنشلة.