“القديس أوغستين” و”أبوليوس” وكاتب ياسين في “شهر التراث” والأثرية وزخم صناعاتها التقليدية؛ إعجاب الجمهور بسوق أهراس الذي يحضر بكثرة هذه التظاهرة المنظمة في إطار الاحتفال ب”شهر التراث”. ويتنوع هذا المعرض الذي تحتضنه قاعة الأفراح “نور الدين جواد” بوسط المدينة بمبادرة من مديرية الثقافة، حيث يلخص مسيرات وإبداعات شخصيات هذه المنطقة بدءا ب”أبولي دو مادور”، وهو الفيلسوف والخطيب الذي ألف عملا أدبيا بعنوان “الحمار الذهبي” المترجم إلى العديد من اللغات. وأخذت هذه التظاهرة الزوار إلى زوايا ضريح “سيدي مسعود”، الأب الروحي للمدينة وأركان مسجدها العتيق. وتروي اللوحات المعروضة ماضي هذه المنطقة بدءا من زيتونة “سانت أوغستين” التي مازالت تحاكي بهيبتها يوميات “القديس أوغستين” وتحتفظ بذكرياته، إلى “كاف المصورة” التي تكتنز لوحة باهرة وتحمل بين رسوماتها الصخرية إبداعات الإنسان باتجاه موقع “خميسة” وآثارها العريقة، وإلى تاورة “ثاغورة” أو مدينة “الأساقفة الكاثوليك” التي تغني آثارها عن كل سؤال، ثم إلى “مادور اللبؤة” المتربعة على تلال “مداوروش”. وغير بعيد عن مسقط رأس “أبوليوس المادوري”؛ تظهر في أفق المكان سهول ومروج “تيفاش” الخلابة. وفي زاوية أخرى من هذه التظاهرة التي تحمل شعار “التراث الثقافي والصمود”؛ يمكن للمتجول عبر أجنحتها على مدى شهر كامل التعرف على شجرة زيتونة “القديس سانت أوغستين” التي تعتبر رمزا ل”طاغست”، وأصبحت ذات شهرة عالمية لارتباطها بشخصية واضع أسس التفكير الكاثوليكي. من ناحية أخرى، تبرز هذه التظاهرة صور لشخصيات أخرى مثل العالم شهاب الدين التيفاشي “1184-1253″ الذي ترك عدة مؤلفات، وصولا إلى كاتب ياسين ومصطفى كاتب والطاهر وطار الذي كان يستذكر “بقار حدة” و”الحاج بورقعة”. ويمكن للمتجول عبر أجنحة هذه التظاهرة أن يتعرف على “متحف مدينة سوق أهراس” الذي بني في 1887 على مساحة 420 متر مربع ليستعمل في الفترة الاستعمارية كمركز أمني وكمقر للمجلس الشعبي البلدي بعد استرجاع الاستقلال، وهو حاليا في حالة نشاط مناسباتي، حيث أقيمت به العديد من معارض الفنون التشكيلية.