لا تزال العائلات القاطنة بحي بوسحاقي القصديري الواقع على مستوى بلدية بوزريعة بالعاصمة، تعيش المعاناة الحقيقية ببيوت فوضوية تفتقد لأدنى ضروريا العيش الكريم.جدد قاطنو حي بوسحاقي الفوضوي مناشدتهم للسلطات الوصية وعلى رأسها والي العاصمة عبد القادر زوخ، مطالبين إياه بالإفراج عن عملية الترحيل التي لطالما انتظروها، حيث كانت زيارة والي العاصمة مؤخرا للمقاطعة الإدارية لبوزريعة فرصة لمواطني الحي من أجل نقل انشغالاتهم وطرحها أمامه، قصد التدخل ووضع حد لمعاناتهم وذلك بضمهم لقوائم المرحلين إلى سكنات لائقة في إطار عملية الترحيل التي ستشهدها العاصمة، خاصة وأن البيوت التي يقطنوها لم تعد صالحة للسكن، وقال سكان الحي في حديث مع "الاتحاد" إنهم ذاقوا ذرعا من الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها في بيوت شبيه بالإسطبلات، بالرغم من عديد النداءات والشكاوي التي رفعها سكان الحي للجهات الوصية من أجل تغيير واقعهم الاجتماعي المزري إلا أنهم لم يتلقوا سوى الوعود التي لم تجسد على أرض الواقع.وواصل المواطنون سرد معاناتهم خلال السنين التي ذاقوا فيها الحرمان والمعاناة الحقيقية، خاصة وأن البيوت التي يقطنوها أضحت في درجة متقدمة من الهشاشة، ناهيك عن التصدعات التي أصيبت بها جدرانها، في ظل مساهمة العوامل الطبيعية والتقلبات الجوية في ذلك، حيث بات قاطنو هذه البيوت يتخوفون كثيرا من سقوطها فوق رؤوسهم في أي لحظة، وأضاف سكان الحي أنهم لم يعد باستطاعتهم تحمل الوضع القائم، الذي أضحى هاجسا يؤرقهم خاصة في فصل الشتاء، نتيجة تسرب مياه الأمطار داخل البيوت، فيما قال مواطن آخر إنهم ذاقوا ذرعا من العيش بهذه السكنات التي كانت مصدر للعديد من الأمراض التنفسية والحساسية نتيجة الرطوبة العالية التي تتميز بها البيوت.ومن جهة أخرى يبقى الحي يفتقد لأدنى ضروريات العيش الكريم من غياب الغاز الطبيعي، الذي يعد مادة ضرورية في حياة الأفراد، مشيرين إلى التعب المضني الذي أنهكهم في البحث عن هذه الأخيرة بداية من شرائها الذي أثقل جيوبهم وصولا إلى حملها الذي أنهك قواهم، خاصة وأن معاناتهم تزداد مع كل فصل شتاء نظرا لكثرة استعمالها، ناهيك عن مشكل آخر أصبح يشكل خطرا جسيما على حياة الأفراد والمتمثل في الربط العشوائي للكهرباء، ناهيك عن وضعية الطرقات المتدهورة والصرف العشوائي للمياه القذرة التي قد ينجم عنها أمراض خطيرة،وأمام هذا الوضع يأمل سكان حي بوسحاقي الفوضوي أن تأخذ السلطات الوصية طلبهم على محمل الجد، وترحيلهم إلى سكنات لائقة في أقرب الآجال.ومن جهته قال والي العاصمة عبد القادر زوخ إن إنهم واعون بالظروف القاسية التي يعيشها المواطنون المحرومين، وأن برنامج إعادة الإسكان المرتقب بالعاصمة سيمس جميع العائلات المحرومة والأكثر تضررا، بما فيها قاطنو البيوت القصديرية والمهدد بالانهيار وسكان الشاليهات، مشيرا أن توزيع السكنات تتم عقب استكمال كل الإجراءات و دراسة الملفات من الناحية التقنية والإدارية، بالإضافة إلى العمل التقييمي الذي تقوم به اللجان، وتهيئة جميع الشروط حتى يكون الترحيل في أقرب وقت ممكن، وذلك تفاديا للأخطاء التي ارتكبت في الماضي، مشيرا أنه يعمل ما بوسعه من أجل توفير سكنات تضمن شروط السكن المريح لكل مواطن.