بلغ عدد الأطفال المصابين بمرض "الكزيرودارما بيكمونتوزيوم" أو الذين يعرفون ب"أطفال القمر" أكثر من 500 حالة على المستوى الوطني حسب ما أفاد به طبيب مختص في طب العيون بمستشفى بني مسوس بالعاصمة. وفي هذا السياق أوضح الطبيب كمال بوشرمة خلال لقاء تحسيسي للتعريف بهذا المرض و معاناة الأطفال المصابين به أشرفت على تنظيمه جمعية "السعادة" بفندق الشيراتون بالجزائر العاصمة أنه "لا توجد لحد الآن إحصائيات دقيقة في الجزائر تبين عدد المصابين به، لكن الشيء الأكيد أن عدد الحالات يتجاوز ال500 على المستوى الوطني". "كزيرودارما بيكمونتوزيوم" هو مرض وراثي غير معدي يمس بشكل كبير وجه المصاب به كونه الأكثر عرضة لأشعة الشمس مما يتسبب في كثير من الأحيان بتشوهات و حروق خطيرة إضافة إلى الإصابة بالعمى، و أضاف الدكتور بوشرمة أن هذا العدد "تم استقاءه من عدد الأطفال الذين يخضعون للعلاج من في مختلف مستشفيات الوطن" معتبرا أن "هناك العديد من الأطفال المصابين بهذا المرض في المناطق النائية لم يتم الكشف عنهم لحد الآن".و أشار إلى أن خطورة المرض "تكمن في عدم استطاعة المصاب من تجديد الخلايا الجلدية بعد تعرضها لأشعة الشمس لذا يبقى أحسن علاج هو الوقاية وتوفير الألبسة الخاصة الواقية من أشعة الشمس".من جهتها أوضحت رئيسة جمعية "السعادة" سهام بن بتقة أن الهدف من هذا النشاط هو "التحسيس بآلام هؤلاء الأطفال الذين يعانون في صمت" خاصة و أن تعرضهم لنسبة قليلة من أشعة الشمس أو الأضواء الاصطناعية قد يصيبهم بسرطان الجلد،و أضافت أنه تم على هامش هذا اليوم التحسيسي تنظيم عدة نشاطات ثقافية و ترفيهية لفائدة أكثر من 30 طفل يعاني من مرض "كزيرودارما بيكمونتوزيوم". كما أشارت سهام بن بتقة إلى أن مشاركة ممثلين عن وزارة العمل و التشغيل والضمان الإجتماعي و أطباء مختصين إضافة إلى أولياء المرضى في هذا اللقاء من شأنه "السماح بإيجاد الحلول الكفيلة لأهم المشاكل التي تعاني منها هذه الشريحة و التي من أهمها إدراج هذا المرض ضمن قائمة الأمراض المزمنة". أما بالنسبة حاج شني كلثوم والدة الطفل عمار من ولاية الشلف الذي يعاني من تشوهات خطيرة على مستوى الوجه بسبب هذا المرض فقد دعت إلى "إنشاء مدرسة داخلية خاصة بالأطفال الذين يعانون من هذا المرض" و إعطاء عناية أكبر لهذه الشريحة التي "تعاني في صمت".