حذر رئيس المؤتمر الوطني في ليبيا محمد المقريف من الأخطار المحدقة بالبلاد بسبب عدم قدرتها على إنشاء جيش وطني متماسك بعد أن كشف الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عن وجود فراغ أمني.وقال المقريف لرويترز إن توابع الهجوم الذي قتل فيه السفير الأميركي قد تضر بعملية انتقال ليبيا إلى الديمقراطية وبالجهود الرامية إلى تشكيل حكومة قوية، وأكد أن هذا العمل -الذي وصفه بالقبيح- ستكون له عواقب وخيمة على استقرار ليبيا وثورتها، وأن ما حدث هو نتاج الافتقار للرؤية وبسبب الفوضى، وهو "ما يدق بقوة أجراس الخطر". وأوضح أن الليبيين مطالبون بإدراك أن بلادهم مهددة بأخطار كبيرة محدقة، وأن هناك أشخاصا لديهم "أجندة معينة"، ليس لها علاقة بليبيا أو أمنها ولا يفكرون في سيادة ليبيا أو ما الذي قد تواجهه.وأكد المقريف أنه كانت هناك حوادث في السابق استهدفت دبلوماسيين لكنها كانت محدودة وغابت عن الذاكرة تقريبا لعدم سقوط ضحايا، واعتبر أن حدوثها يجب أن يكون بمثابة تنبيه لقوات الأمن للتحلي باليقظة.وقال إن هجوم بنغازي يجب أن يقود رئيس الوزراء الجديد مصطفى أبو شاقور إلى اتخاذ إجراءات مضادة أكثر تشددا، وقال إن المسألة خرجت الآن من أيدي الليبيين وهذا يوجب ردود فعل قد تكون خطيرة للغاية.وأشار رئيس المؤتمر الوطني العام -الذي يضم مائتي عضو وسيقود ليبيا إلى الانتخابات بعد كتابة الدستور العام القادم- إلى أنه لا توجد إرادة سياسية لضم المليشيات تحت جناح الحكومة المركزية، وأوضح أنه شعر بالصدمة لعدم وجود خطة شاملة تستند إلى رؤية واضحة لبناء الجيش وقوات الأمن وجمع الأسلحة من المليشيات.واعتبر أن بقاء الأمور على هذا النحو من الغموض والالتباس ينذر بالخطر، وطالب بتوفر إرادة سياسية للتعامل مع المسألة بكفاءة وفاعلية، وقال إن الموقف الذي تشهده ليبيا يبعث على الحزن ويجب الخروج منه على وجه السرعة وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة.وقال المقريف إن التأخر في فرض سيادة القانون وإنعاش الاقتصاد الليبي لن يزيد الشعور بالإحباط لدى الليبيين العاديين فحسب، بل سيصب أيضا في مصلحة "جماعات متطرفة" تستلهم نهجا خارجيا. وتابع أن الثورة الليبية اندلعت بسبب الظلم والحرمان، وتساءل ما الذي يمكن توقعه في حالة استمرار ذلك بعد الثورة عندما يستمر التهميش والفساد والفوضى.وأكد أن الهجوم على القنصلية الأميركية يحمل كل الأدلة على أنه جرى التخطيط له مسبقا، ولكن من السابق لأوانه معرفة من المسؤول عنه، وقال إن الهجوم -سواء قامت به القاعدة أو غيرها- فإنه من فعل جماعة لها "أجندة" للانتقام اختارت وقتا وأسلوبا خاصا وضحايا معينين.واعتبر أن المتطرفين يشكلون استثناء في ليبيا ولا يمثلون أي أهمية، مشيرا إلى أن الليبيين يميلون إلى الاعتدال والاستعداد للتعايش مع الآخرين، وأكد أن ليبيا لن تصبح أبدا مثل العراق أو الصومال لأن الليبيين على درجة من الوحدة الوطنية والحرص على بلدهم للوقوف ضد هذه القوى، والوقوف صفا واحدا لحماية بلادهم ووحدتها ومستقبلها وثورتها.