أكدت مصادر عسكرية وحكومية في الكاميرون أن مقاتلين يشتبه بأنهم من جماعة بوكو حرام النيجيرية قتلوا الأحد عدة أشخاص وخطفوا العشرات في هجوم على قرى بشمال البلاد، وذلك بالتزامن مع دخول قوات تشادية إلى الكاميرون للمشاركة في ضرب الجماعة. وأكد المتحدث باسم الحكومة عيسى تشيروما وقوع الهجوم الذي قال إنه قتل فيه ثلاثة أشخاص، وأضاف أن جماعة بوكو حرام أحرقت نحو 80 منزلا وخطفت عددا من السكان، بينهم نساء وأطفال صغار للغاية. ونقلت وكالة رويترز عن ضابط كبير بالجيش في شمال الكاميرون أن المهاجمين خطفوا نحو 30 بالغا معظمهم من الرعاة، إضافة إلى نحو 50 صبيا وفتاة تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما. وأضاف أن الهجوم الذي وقع في الصباح الباكر استهدف قرية ماباس وقرى أخرى على الحدود التي يسهل اختراقها، مؤكدا أن الجنود تدخلوا وتبادلوا إطلاق النار مع المهاجمين لنحو ساعتين. أما وكالة الصحافة الفرنسية فنقلت عن مصدر في الشرطة أن مقاتلين من بوكو حرام اقتحموا قريتين في منطقة تورو بدائرة موكولو (أقصى الشمال) وأحرقوا المنازل، ثم خطفوا نحو 60 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال. وأكد أن الهجوم "خلف عددا من القتلى" دون أن يكشف عددهم، مضيفا أن الجيش الكاميروني "أطلق عملية" عقب الهجوم.ويأتي الإجراء استجابة لنداء أطلقه الرئيس الكاميروني بول بيّا الخميس الماضي، بينما ناشد نظيره التشادي إدريس ديبي -بعد اجتماعه بقادة قوات بلاده- بقية دول المنطقة الانضمام إلى الجيشين الكاميرونيوالتشادي لتشكيل قوة إفريقية تحارب الجماعة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكاميرونية ديدييه باديك الأحد إن قافلة من قوات تشاد وصلت إلى مروة -المدينة الرئيسية في إقليم الشمال الكاميروني- في وقت متأخر من مساء السبت، وذلك لدعم القتال ضد بوكو حرام. وكانت جماعة بوكو حرام قد وسعت نطاق عملياتها العسكرية داخلنيجيريا، وامتد نشاط مقاتليها إلى خارج الحدود بهجوم على معسكر لجيش الكاميرون، بينما ينتشر عدد من مقاتلي الحركة على حدود النيجر. وسبق أن وافقت الجمعية الوطنية التشادية الجمعة على إرسال القوات، وأكد الرئيس التشادي عزمه على استعادة السيطرة على مدينة باغا الإستراتيجية في شمال شرق نيجيريا التي سيطرت عليها الجماعة في وقت سابق من هذا الشهر. وشهدت إنجمينا عاصمة تشاد صباح السبت خروج مظاهرة حاشدة لتأييد قرار إرسال القوات، وسار المتظاهرون -وبينهم رئيس الوزراء كالزوبيه باهيمي دوبيه- مسافة خمسة كيلومترات مرددين بالفرنسية والعربية "فلنخرج قوى الشر من بلادنا". وكان الرئيس الغاني جون ماهاما قال إن الاتحاد الأفريقي قد يسعى نهاية المطاف للحصول على تفويض من الأممالمتحدة لتشكيل قوة لمحاربة الجماعة، موضحا أن الأمر سيستغرق شهورا قبل أن تصبح هذه القوة جاهزة، في حين دعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى تشكيل ائتلاف واسع لمحاربة الجماعة.