يتوجه أكثر من 4 ملايين زامبي ممن يحق لهم الانتخاب من بين 13 مليون نسمة هم عدد سكان زامبيا اليوم الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد بعد وفاة الرئيس السابق مايكل ساتا أواخر أكتوبر الماضي. وبموجب قوانين الانتخابات الزامبية لا بد من إجراء انتخابات على مقعد الرئاسة الشاغر في غضون 90 يوما.وستكون هذه هي المرة الثانية في غضون ست سنوات التي تجري فيها زامبيا انتخابات رئاسية مبكرة عقب وفاة الرئيس القائم والتي يخوضها 11 مرشحا من مختلف الأحزاب السياسية. و من بين 19 شخصا من الأحزاب السياسية في البلاد-حسبما أكده ايرين مامبيليما رئيس اللجنة الانتخابية في زامبيا- تقدموا بطلبات الترشح قبلت أوراق 11 مرشحا منهم و أن ثمانية ممن تقدموا بطلبات الترشح فشلوا في الإيفاء بشروط الترشح ولا سيما الاشتراطات المالية. ومنذ وفاة ساتا تعثر حزب "الجبهة الوطنية" الحاكم في البلاد بسبب انقسامات داخلية، إلا أن بعض المحللين يشككون في قدرة أحزاب المعارضة على انتزاع السلطة من الحزب الحاكم ,فوفقا للانتخابات الفرعية التي أجراها الحزب(الجبهة الوطنية) خلف مرشحين اثنين هما الأمين العام للحزب الذي يتولى أيضا وزارة الدفاع والعدل إدجار لونجو ونائب وزير التجارة والصناعة مايلز سامبا. و بغرض تفادي الانزلاقات الامنية ,نشرت السلطات الزامبية 8500 جندي لحراسة 6456 مركز اقتراع في أنحاء البلاد لتعزيز الإجراءات الأمنية قبيل يوم من الانتخابات الرئاسية المقررة بعد غدا. ومن هذا المنطلق, قالت المفتشة العامة للشرطة ستيلا ليبونجاني "أود أن أطمأن الناس الذين سيصوتون في انتخابات يوم غد إن إجراءات أمنية كافية تم اتخاذها لضمان سلامتهم" مضيفة "نشر مكتبي بالتشاور مع وزير الشؤون الداخلية أكثر من 8500 رجل شرطة من جميع القطاعات". و تابعت "هذا يعني أن الناخبين يمكنهم أن يحضروا بأعداد كبيرة لاختيار المرشح المفضل لديهم للرئاسة دون خوف من التورط إلى العنف السياسي" مشيرة الى ان "القوات المنتشرة لا تقتصر مهمتها على حماية الناخبين فقط ولكنها ستحمي أيضا أعضاء اللجنة الانتخابية في زامبيا وتجهيزات والمواد الانتخابية (البطاقات والصناديق وغيرها) محذرة في الوقت ذاته أن القوات المنتشرة ستتعامل أيضا مع الكوادر السياسية التي يكتشف مقصرون بانتهاك أحكام قواعد السلوك الانتخابي أثناء وبعد الانتخابات. وقد وصل ما يقرب من 400 مراقب دولي من الاتحاد الاوروبى والكومنولث والاتحاد الافريقى ومجموعة التنمية للجنوب الافريقى والسوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا ودول ومنظمات اخرى قد وصلوا إلى الدولة للانضمام إلى عدد 13 ألف فرد من فرق المراقبة المحلية لمراقبة الانتخابات التي تعهدت لجنة الانتخابات بان تجرى بشكل حر ونزيه. ومنذ نوفمبر الماضي انتشرت في البلاد جيوبا لأعمال العنف السياسي التي شابت الحملات الرئاسية في الفترة التي تسبق الانتخابات. ويتوقع الناخبون الزامبيون من الرئيس القادم أن يوفر لهم دستورا جديدا وخدمات تعليمية وصحية أفضل ,ووفقا لمحللين سياسيين فإن الخطوة الأولى نحو تحقيق الحرية الاقتصادية هي أن يكون هناك دستور أفضل يعالج التحديات التي تواجه زامبيا منذ استقلالها قبل 50 عاما حيث اكد هؤلاء على انه بدون دستور أفضل سيذهب حلم زامبيا أفضل في طي النسيان. يذكر أن زامبيا يحكمها الآن نائب ساتا جي سكوت وهو أول رئيس أبيض منذ الاستقلال إلا أنه لا يستطيع الترشح لأن والديه لم يولدا في زامبيا.وتوفي رئيس البلاد مايكل ساتا في العاصمة البريطانية لندن حيث كان يعالج. تجدر الإشارة الى ان انتخابات هذا العام الديمقراطية وهى الرابعة منذ استأنفت البلاد سياسة تعدد الاحزاب فى اوائل التسعينات قد سجلت رقما قياسيا في هذا البلد الذي يعد أكبر منتج النحاس في افريقيا.