كانت المرأة الجزائرية في عهد الاستعمار الفرنسي العنصر المهم في الثورة الجزائرية، حيث وقفت مع الرجال جنبا إلى جنب لتحرير هذا الوطن الذي دافعت من اجله حتى اللحظات الأخيرة، كما تحملت مسؤولية الكفاح في المدينة والأرياف، لكسر الحصار الذي كان يشكله المستعمر على أولادها، زوجها، عائلتها، بلدها، دينها وشرفها. عملت المرأة الجزائرية كممرضة تعالج المجاهدين في الجبال، طباخة تحضر المئونة لهم، ترسل الرسائل وتشارك في المظاهرات والإضرابات، مجاهدة ترفع السلاح وتضع القنابل في أماكن وجود الفرنسيين، فمع الصعوبات التي كان يواجهها المجاهدين أمام الأعداء في مراقبة تحركاتهم، أدى الأمر إلى تغيير مهام المرأة وتحويل أدوارها الثانوية إلى أدوار أساسية التي كان المجاهدون بأمس الحاجة إليها رغم الصعاب التي واجهتها لكونها امرأة. أبطال وبطلات أنجبتهم الجزائر أحرار لا يهانون ولا يداس على كرامتهم بأي شكل من الأشكال، أدت انتفاضاتهم إلى تحرير الجزائر وسقوط عدة نساء شهيدات، فعلى درب لالة فاطمة مسومر ناضلت أسماء أخرى أمثال حسيبة بن بوعلي، وريدة مداد، مليكة قايد ... وغيرهن، كذلك المجاهدات اللواتي لازلن على قيد الحياة مثل لويزة اغيل احريز، جميلة بوحيرد التي هزت محاكمتها العالم بأسره، وأخريات.