شنت الطائرات الحربية السورية والروسية، الأحد، عشرات الغارات على مناطق الكليات في حلب التي سيطر عليها جيش الفتح خلال الأيام الماضية.وقال الناطق العسكري باسم أحرار الشام أبو يوسف المهاجر، إن فصائل «جيش الفتح» أعلنت عن المرحلة الرابعة مما أسمتها ب»ملحمة حلب الكبرى» لتحرير مناطق أخرى في مدينة حلب بعد سيطرتها على كامل الكليات العسكرية في حي الراموسة في حلب، واستطاعت هذه القوات صد عدد من الهجمات للجيش السوري والميليشيات الموالية له، والتي ترافقت مع عشرات الغارات الجوية على المناطق التي سيطر عليها جيش الفتح خلال الأيام الماضية».وكشف المهاجر «أن الغارات العنيفة التي شنتها الطائرات الحربية الروسية والسورية أمس هي تمهيد لعمل عسكري تعد له القوات الحكومية وذلك من خلال حشد قوات جديدة لها في مناطق الحمدانية ومعمل الغاز في الراموسة وفي حي صلاح الدين القريب من منطقة الراموسة لأجل استعادة المواقع التي خسرتها في الكليات والمناطق المحيطة بها».وشهدت المناطق الواقعة في جنوب غرب مدينة حلب اشتباكات متقطعة الأحد، غداة تعرض الجيش السوري لضربة قوية بعدما تمكنت فصائل من فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية.وبذلك انقلبت المعادلة وبات مقاتلو الفصائل يطوقون عمليا أحياء حلب الغربية التي يسيطر عليها النظام منذ بدء المعارك في مدينة حلب في الشمال السوري في صيف 2012. وبينما أكد الإعلام الرسمي أن الجيش السوري أوجد طريقا بديلا للأحياء الغربية، طغى الخوف على السكان فسارعوا إلى تخزين المواد الغذائية التي سرعان ما ارتفعت أسعارها بشكل كبير.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «تدور اشتباكات متقطعة ترافقها غارات جوية ولكن بدرجة أقل» في جنوب غرب مدينة حلب، غداة خسارة الجيش السوري لمواقع مهمة تضم كليات عسكرية في هذه المنطقة.وأعلنت فصائل مقاتلة وجهادية في إطار تحالف «جيش الفتح»، وأهمها «حركة أحرار الشام» و»جبهة فتح الشام»، وبعد هجومين عنيفين الجمعة والسبت، كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري منذ 17 تموز/يوليو على أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة ويقيم فيها 250 ألف شخص.وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية، وأهمها كلية المدفعية، التقى مقاتلو الفصائل القادمون من داخل مدينة حلب بآخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، والذي تمر منه طريق الإمداد الوحيدة إلى الأحياء الغربية.إلى ذلك قالت مصادر من المعارضة والمتشددين إن مهاجمين انتحاريين من تنظيم «الدولة» الإسلامية هاجموا الأحد قاعدة عسكرية لمقاتلين مدعومين من الولاياتالمتحدة قرب الحدود السورية العراقية .وقالت المصادر إن الهجوم الذي وقع قرب الفجر على القاعدة العسكرية المحصنة قرب معبر التنف الحدودي مع العراق استخدمت فيه سيارة ملغومة واحدة على الأقل صدمت بوابة القاعدة التي أقامها جيش سوريا الجديد الذي دربته وزارة الدفاع الأمريكية.وقال معارض إن المتشددين لم يتمكنوا من اجتياح القاعدة المحصنة التي وضعت حواجز رملية حولها لمنع مثل هذه الهجمات في منطقة ينفذ فيها المتشددون هجمات خاطفة وسريعة.وقال سيد سيف القلموني وهو معارض يعمل في المنطقة «إنها قاعدة جيدة التحصين وحاولوا اجتياحها لكن تم استهداف السيارة الملغومة وإصابتها». وأضاف أن قتيلا واحدا وعدة مصابين سقطوا في الهجوم.وقال إن طائرات من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «الدولة» قصفت بعد فترة وجيزة عدة مركبات يعتقد أن متشددين كانوا يقودونها في المنطقة الصحراوية قليلة السكان.وذكرت وكالة «أعماق» للأنباء ذات الصلة بتنظيم «الدولة» أن مفجرين انتحاريين اثنين هاجما القاعدة وفجرا سيارة ملغومة ثم اقتحما المجمع وفجرا سترتيهما الملغومتين.وتشكل الجيش السوري الجديد قبل نحو 18 شهرا من معارضين خرجوا من شرق سوريا في أوج توسع تنظيم «الدولة» في عام 2014.وقالت مصادر دبلوماسية ومن المعارضة إن قوات خاصة أمريكية تدرب مئات المقاتلين من أفراد الجيش السوري الجديد في الأردن.ويقع معبر التنف الذي استعيد من تنظيم «الدولة» العام الماضي على مسافة 240 كيلومترا من مدينة تدمر السورية.