أكد العميد محمد الغصري المتحدث باسم عملية «البنيان المرصوص» الموالية لحكومة الوفاق الليبية، والهادفة إلى تطهير مدينة سرت الساحلية من تنظيم الدولة الاسلامية، أن جميع القوات المشاركة في العملية موالية للحكومة ومؤيدة لشرعيتها.واستنكر في تصريحات هاتفية ما تردد مؤخراً وطرحته بعض التقارير الصحافية حول احتمالية أن تسحب الفصائل المشاركة في العملية دعمها لحكومة الوفاق عقب اكتمال تطهير سرت، وقال: «هذا كلام فارغ ولا صحة له بأي حال من الأحوال … القوات كلها موالية لحكومة الوفاق ومؤيدة لشرعيتها».وأضاف: «هذه أحاديث بعض الشخصيات التابعة لخليفة حفتر (القائد العام للجيش الليبي المعين من قبل مجلس النواب) … فهذا الشخص يقول إنه يحارب داعش ببنغازي منذ عامين ولم يفعل شيئاً حتى الآن … أحاديثه وأحاديث الموالين له لا تعبر إلا عن الغيرة لما حققناه نحن في سرت». وتوقع استكمال العمليات العسكرية في سرت «خلال أيام قليلة جداً».وتوقع الغصري أن يتم الإعلان رسمياً عن الشخصية العسكرية التي سيتم تعيينها كحاكم عسكري لمدينة سرت عقب إعلان تطهيرها بالكامل، مؤكداً أنه تم بالفعل الاستقرار بعد مشاورات عدة على اختيار شخصية من قيادات عملية البنيان المرصوص لتولي المهمة.ورفض الإفصاح عن اسم هذه الشخصية، مكتفياً بالتأكيد على أن الأمر قد حسم وأن هذه الشخصية أصبحت تنتظر مذكرة التكليف، لافتاً إلى أنه سيشرع فور تكليفه رسمياً باختيار فريق رئاسي معاون من قيادات العملية ليساعده في مهامه، وعلى رأسها تمشيط المدينة وتطهيرها من الألغام والمفخخات تمهيداً لعودة الأهالي، فضلاً عن مهام تأمين المدينة وضبط الأمن ومساعدة المؤسسات المدنية للقيام بدورها.وكان العميد محمد الغصري الناطق باسم غرفة عمليات قوات «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، قال إن القوات شنت هجومًا عنيفًا الأحد بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على تحصينات ما تبقى من فلول تنظيم الدولة الاسلامية الموجودين في آخر معاقلهم بسرت، وخاصة في مساكن الجيزة البحرية.وأضاف الأحد لموقع بوابة الوسط الاخباري الليبي إن قوات البنيان المرصوص قصفت بشكل مكثف بالدبابات والمدفعية تمركزات القناصين وأماكن تواجدهم فوق مساكن الجيزة البحرية، الكائنة في آخر الحي السكني الأول، كما سمع دوي الانفجارات في وسط المدينة من جراء القصف المكثف.وأكد الغصري أن التنظيم أحرق عددًا من المنازل في الأحياء السكنية الأول والثاني والثالث.وقالت قوات متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأممالمتحدة إنها حققت تقدما باتجاه بعض من آخر الجيوب الباقية لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة سرت الساحلية يوم السبت مع استئناف القتال بعد أيام من الهدوء النسبي. حيث استولت القوات الليبية على بنايات عديدة بينها مسجد وبنك من تنظيم الدولة الإسلامية في الحي رقم 3 في سرت.وتقول القوات التي يتألف أغلبها من مقاتلين من مدينة مصراتة التي تقع على بعد 230 كيلومتراً إلى الشمال الغربي إنها الآن في المراحل الأخيرة من حملتها لطرد التنظيم من معقله السابق في ليبيا. والأحد شوهدت تلك القوات تطلق النار على قناصة يُعتقد أنهم يختبئون في مبنى داخل المنطقة. واستولت ذات القوات أيضاً على مستشفى مؤقت كان يستخدمه متشددو الدولة الإسلامية.من جهة أخرى، أشار مصدر عسكري في محاور القتال بجبهة سرت إن قوات البنيان تمكنت من تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري من تنظيم الدولة الإسلامية، انطلقت من مساكن الجيزة البحرية نحو الخطوط الأمامية لقوات البنيان، التي تعاملت معها قبيل وصولها إلى محيط خزان المياه.