أكد الأستاذ والباحث الجزائري خالفة معمري على الدور الكبير الذي لعبه الشهيد عبان رمضان في تحريك دواليب الثورة من جديد و جمع المناضلين والقادة الثوريين، وعاد إلى جوانب مهمة من نضالاته خاصة منذ شهر مارس سنة 1957حتى استشهاده. وخلال المداخلة التي ألقاها أمس في منتدى الذاكرة الذي نظمته جريدة المجاهد ومشعل الشهيد، بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لاستشهاد عبان رمضان في 26 ديسمبر 1957 بالمغرب، عاد الباحث خالفة معمري إلى التغييرات التي عرفتها الثورة والظروف التي عاشتها، خاصة أن أغلب القادة كانوا في السجن أو استشهدوا، وهو ما أدى إلى بروز دوره في تنظيم الصفوف من جديد، من خلال الرسالة السرية التي بعثها إليه رابح بيطاط عن طريق المرحوم عبد الله فاضل وهو في مسقط رأسه بقرية عزوزة بالأربعاء ناث إيراثن بولاية تيزي وزو التي ولد بها في 20 جوان 1920، ومنها سعى لتحقيق مخططات الثورة والتنسيق بين القادة بعد التحاقه بالعاصمة. في ذات السياق، تحدّث الباحث الذي يملك مجموعة من الكتب والبحوث عن شخصية عبان رمضان الذي عدّه رمزا للوطنية، أنه استطاع خلق جبهة ثالثة من خلال الحماس الذي بثّه في الشعب الجزائري، وإخراجهم من الصمت والالتفاف حول جبهة وجيش التحرير الوطنيين، كما كان قد عمل على تنظيم شبكة المناضلين بالعاصمة ولعب دورا أساسيا في إعداد وثائق مؤتمر الصومام، إضافة إلى أنه كان صاحب فكرة أولوية الداخل على الخارج و أولوية السياسي على العسكري و كان عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ وأشرف على إنشاء جريدة المجاهد بالعاصمة وأول من فكر في إنشاء نشيد وطن. من جهة أخرى، دعا الأستاذ خالفة معمري إلى ضرورة الاهتمام بالتاريخ والاطلاع عليه، قائلا في هذا الخصوص:" إنّ أيّ شعب يهمل تاريخ بلاده ليس لديه أي مستوى"، مشيرا إلى أن 80 بالمائة من التاريخ مسجل في الماضي، وعلى الشعب الجزائري أن يصنع ثورة اليوم، خاصة أن التاريخ يمثل ذاكرة الأمة. للإشارة، عرف الشهيد عبان رمضان بوطنيته منذ شبابه حيث كان عضوا في المنظمة السرية ومسؤولا في العديد من ولايات الوطن على غرار ولايتي سطيف ووهران و شارك في مظاهرات 8 ماي 1945 ألقي عليه القبض عام 1950 وحكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات بفرنسا، حيث ذاق ويلات السجن من خلا ل سجنه في بجاية وبومرداس والحراش وفي عام 1952 تم طرده خارج الحدود ليدخل في إضراب عن الطعام لمدة 36 يوما عام بعد ذلك أي في 1953 تم نقله إلى فرنسا ليعود في 1954 إلى الجزائر، والتحق مباشرة بالثورة بعد اتصاله مع العقيد اعمر أوعمران.