أدانت رئيسة محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران، أمس، 6 متهمين ب 20 سنة سجنا نافذا، وثلاثة آخرين يوجدون في حالة فرار، بالسجن المؤبد بتهمة الحيازة والمتاجرة في المخدرات بواسطة جماعة منظمة، وذلك في قضية 5,5 قناطير من الكيف المعروفة. تعود أحداث هذه القضية إلى 21 أوت ,2009 حيث قام عناصر الدرك الوطني على مستوى حاجز أمني بالعامرية في عين تموشنت بمحاولة توقيف سيارتين مشبوهتين إحداهما من نوع ''مرسيدس'' والثانية ''رونو ميغان''، قبل أن يهم السائقان بتجاوز الحاجز الأمني. وفي الوقت الذي أراد عناصر الدرك مطاردتهما توقفت المركبتان وركب الجميع وهم 3 أشخاص في سيارة ''ميغان'' ولاذوا بالفرار. وأثناء تفتيش سيارة ''مرسيدس'' بعد حجزها، تم العثور على أكثر من 5 قناطير من الكيف، هاتف نقال وشريحة هاتف نقال كانا نقطة انطلاق التحريات التي باشرتها مصالح الدرك التي عثرت على صور أشخاص ملتقطة بواسطة الهاتف النقال المحجوز، هؤلاء الذين أوقفتهم إلى جانب صاحب الشريحة ليصل عدد المتهمين في القضية إلى 6 موقوفين و3 في حالة فرار، علما أن الجميع ينحدر من قرية السلام ببلدية باب العسة الحدودية. وأثناء التحقيق مع الستة الموقوفين ورد اسم جمال بلعيز، وانتشر خبر تورط ابن وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز، في قضية مخدرات، وهو الاعتقاد الذي بقي سائدا إلى غاية أمس قبل الشروع في محاكمة المتهمين الستة بمحكمة الجنايات في وهران، حيث أكد المتهم جمال بلعيز أنه لا يمت بصلة لعائلة الوزير وأنه لم يستعمل اسم بلعيز في أي غرض، وكل ما في الأمر أن هناك تشابها في الأسماء وتاريخ الازدياد بينه وبين ابن المسؤول الأول في قطاع العدالة. وأثناء الجلسة نفى المتهمون علاقتهم بالمتاجرة في المخدرات، موضحين أن صاحب سيارة ''مرسيدس'' هو من أبناء القرية، ولا أحد يعلم أنه يتاجر في الكيف، وبما أنهم لا يملكون سيارات فغالبا ما يتنقلون معه إلى باب العسة. وأثناء ذلك كان يلتقط لهم صورا بهاتفه النقال داخل السيارة كأي صديق لهم، وهذا، حسبهم، سر وجود صورهم في نقاله. من جهتها وبعد مرافعتها التي حاولت من خلالها تثبيت ما نُسب للمتهمين، التمست النيابة العامة عقوبة السجن المؤبد في حق المتهمين التسعة الذين من بينهم 3 في حالة فرار. وهذا قبل أن تصدر المحكمة حكمها بالسجن لمدة 20 سنة في حق ستة متهمين، والمؤبد للثلاثة الآخرين بتهمة الحيازة والمتاجرة في المخدرات بواسطة جماعة منظمة.