تعيد محكمة جنائية بمجلس قضاء العاصمة، قريبا، محاكمة المصري ياسر سالم (أبو جهاد) الذي حكمت عليه قبل شهور بالسجن 15 عاما رفقة قياديين في جماعة ''حماة الدعوة السلفية''. ووافقت المحكمة العليا على الطعن، ما أعاد القضية إلى الدورة الجنائية القادمة. وعلمت ''الخبر'' أن المحامي المصري الشهير، منتصر الزيات، قرر الحضور إلى الجزائر للترافع عنه كما فعل في المرات السابقة. تنظر تشكيلة جديدة لمحكمة الجنايات في قضية المصري ياسر سالم (أبو جهاد) في الدورة الجنائية المقبلة، ويواجه المتهم الوقائع نفسها التي وجهت له في السابق، وهي ''الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط داخل البلاد وخارجها، وعدم التبليغ عن الجماعات الإرهابية وتموينها وتمويلها، والإشادة بالأعمال الإرهابية، والتزوير واستعمال المزور''. ويفيد الملف القضائي ل''أبو جهاد''، المزدوج الجنسية (مصرية وجزائرية)، بأنه دخل إلى الجزائر في العام 1993 وعمل تاجر خردوات، ثم انتقل إلى استيراد وتوزيع الأدوية والتجهيزات الطبية، وكان مقيما في باب الوادي، وقد اشترى شققا وعقارات عدة، وجنى ثروة تقول أجهزة الأمن إنها مكنته من ربط اتصالات مع قيادة جماعة ''حماة الدعوة السلفية'' التي توصف بأنها ''تنظيم إرهابي محدود'' ينشط في غرب البلاد، وأيضا المشاركة في ''تجنيد جزائريين تطوعوا للقتال في العراق، وتكفّل باقتناء تذاكر سفرهم إلى دمشق، وتكفّل بهم مالياً أيضاً حتى وصولهم إلى العراق. ويتولى منتصر الزيات الدفاع عن المصري، وسعى من أجله لدى الشيخ يوسف القرضاوي ل''علاقته بالرئيس بوتفليقة''، لكن مصالح الأمن تقول إن ''المتهم متورط بأدلة موثقة في أعمال إرهابية''. وطالب المحامي المصري منتصر الزيات، قبل أيام، بإطلاق موكله ياسر سالم، مؤكدا أن الأخير أرسل إليه رسالة يزعم فيها أن زوجتيه الجزائريتين لا تستطيعان زيارته، كما أن أمه المريضة لا تقوى أيضا على السفر وزيارته. وذكر الزيات نقلا عن ياسر: ''أصابتني مظلمة شديدة أضرت بأهلي وأمي وأولادي، وأوذينا بأذى وبأس شديدين، نسأل الله الثبات والرضا بعد القضاء''.