ذكرت الكاتبة والنّاقدة دونيس إبراهيمي أن الجيل الجديد من السّينمائيين المغاربة، الذي برز خصوصا خلال السنوات العشر الماضية، يحاول فرض نظرة فنية وجماليّة جديدة، ويطرح جملة إشكاليات راهنة، ويسعى إلى تأسيس قطيعة مع الأجيال السابقة، ولكنه، مازال يعاني من اتساع حالات الرقابة الذاتية ويجد نفسه أحيانا ضحية شحّ مصادر التمويل المادية. وعادت المتحدثة نفسها، صبيحة أمس، في لقاء مع ''الخبر''، بمناسبة صدور كتابها الجديد ''50 سنة من السينما المغاربية'' ( الشهاب - 2010)، إلى المخاض الذي صارت، مؤخرا، تشهده السّينما المغاربية، وقالت ''صحيح أن السينما المغاربية، خصوصا الجزائرية منها، تأثرت في بداياتها، سنوات الستينيات، بالمدرسة السوفياتية، التي تعتبر واحدة من المدارس المهمة، ولكنها، شرعت في تجسيد بعض الاستقلالية، انطلاقا من فترة نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات''. وترى المعنية أن بدايات التحوّل جاءت بالأخص مع فيلمي ''الفحام'' لمحمد بوعماري (1974) ثم ''عمر فتلاتو'' لمرزاق علواش(1977). ولم تنف صاحبة ''سينما إفريقيا الفرانكفونية والمغرب''(1999) أهمية الحراك الذي عرفه فضاء الفن السابع، في الجزائر، سنوات التسعينيات، مؤرخا لفترة مهمة من تاريخ الجزائر الحديث مصرحة: ''لكنها تبقى أفلاما تحمل، في بعض أجزائها أبعادا ذاتية. لسنا نعرف الحقيقة من الخطأ وما جرى فعلا آنذاك. بالتالي فإن أفلام عشرية التسعينيات حملت صبغة ذاتية''. رغم أن السينما المغاربية، لا يتعدى سنها العقود الخمسة، فإن دونيس إبراهيمي ترى أنها استطاعت نقل الهموم وآراء الأفراد ووصف تحولات الحياة اليومية وشغل منصب مهم من الاهتمام الجماهيري بعيدا عن بعض الضغوطات السياسية، وترى في فيلم ''خارجون عن القانون'' لرشيد بوشارب تأكيدا على قدرة السينما في إثارة أسئلة الراهن والحفر في الذّاكرة الجماعيّة. ومع ذلك تتأسف مؤلفة ''صور النساء'' (1946) لحقيقة تقلص حضور المرأة في إنتاج وإخراج الأفلام في الجزائر وتقول ''صحيح أن المرأة تكاد تكون غائبة. رغم أنها وصلت إلى السينما باكرا. بفضل مجهود آسيا جبار التي أخرجت فيلم نوبة نساء شنوة سنة .1978 ولكن المرأة وما يخص وضعها يبقى موضوعا جد حاضر في السّينما الجزائرية''.