تتواصل ببلدية تازمالت ببجاية، فعاليات الملتقى الوطني الثاني حول الشهيد عبد الرحمن ميرة، قائد الولاية الثالثة التاريخية، والذي تحتضن فعالياته قاعة دار الشباب. تمحورت نشاطات دار الشباب التي تؤطرها جمعية نشاطات الشباب في بدايتها على منافسات رياضية وثقافية، قبل أن تنتقل في اليوم الرابع والخامس إلى محاضرات حول سيرة وبطولات الشهيد، ألقاها السيد مجيد أولبصير، انطلاقا من شهادات رفاق له في الجهاد أمثال: قدور العربي، مزيان محند أوسليمان، إلى جانب محاضرة الأمين العام الولائي لمنظمة المجاهدين السيد اسماعيل علي أوشيش حول موضوع ''تاريخ فيلق الولاية الثالثة في تونس''. وفي اليوم الأخير من الملتقى، تدخل نجلا عبد الرحمن ميرة، إسماعيل وطارق ميرة، وتحدثا بإسهاب عن سيرة والدهما، وحاولا رفع بعض اللبس التاريخي حول حياة الشهيد. ولد عبد الرحمن ميرة سنة 1922 بقرية تغالاط بضواحي بني مليكش. انخرط في صفوف حزب الشعب وحركة انتصار الحريات، والتحق بالثورة في أول يوم من انطلاقها. وشكل بذلك رفقة عدد من مجاهدي منطقة تازمالت فرقة كومندوس خاصة. واشتبك في أول معركة مع العدو في غابة سيدي علي بوناب، وكبده خسائر فادحة. وبفضل هذه المعركة، اختير ليكون من القادة الرئيسيين للثورة. وأصبح السكان المحليون يلقبونه بنمر الصومام، بينما العدو فضل تسميته ''الرجل صاحب الكلب''.