تسلمت غرفة الاتهام بمجلس قضاء الجزائر مستندات قضية مرحّل من غوانتانامو، يسمى بشير.غ، تمهيدا لإرسال الملف إلى محكمة الجنايات. ويبين مسار العائد من المعتقل الأمريكي، أنه سافر إلى إيران للإقامة فوجد نفسه في أفغانستان وانتهى به المطاف بغوانتانامو، بعد أن سلمته قرية باكستانية، سكانها من الشيعة، إلى القوات الأمريكية. تحضّر محكمة الجنايات بالعاصمة لمعالجة ملف بشير. غ، الذي حققت معه أجهزة الأمن مباشرة بعد دخوله إلى مطار هواري بومدين بتاريخ 18 جانفي 2009، عائدا من غوانتانامو. وعلى خلاف بقية المرحلين الذين يتجاوز عددهم العشرة، لا يعرف إلا الشيء القليل عن بشير. غ. وتذكر المعلومات المتوفرة عنه، أنه غادر الجزائر في سنة 2000 إلى سوريا، حيث اشتغل في فنادق دمشق ومطاعمها مدة عام. ونقل عن بشير قوله أثناء خضوعه للتحقيق، أنه درج على زيارة أماكن عبادة الشيعة الإيرانيين بسوريا، وقال إنه كان يعتبر الإيرانيين أكثر تدينا قياسا إلى بقية المسلمين، فسافر إلى إيران في 2001 وزار مدينة قم المقدسة، وفي الطريق إليها قرأ عبارات مسيئة لصحابة الرسول الكريم، مكتوبة على جدران المدينة فتأثر بسبب ذلك وشد رحاله إلى أفغانستان آخذا بنصيحة عراقي مقيم بإيران. وأفاد المرحّل من غوانتانامو لرجال الأمن الجزائريين الذين استجوبوه حول فترة إقامته بأفغانستان، أنه أقام أياما في إحدى مضافات العرب بقندهار. وقال إن اليمني أمير المضافة، اقترح عليه التدريب على استعمال السلاح بدعوى أن ذلك ضروري لأي شخص يقيم بأفغانستان. ولم يرد في أقوال بشير ما يفيد بأنه انتمى لأي تنظيم محارب في أفغانستان. لكن قائد المضافة عدل عن فكرة إخضاعه للتدريب على السلاح بعد عرضه على الطبيب، لأنه كان مصابا بمرض السل. ويقول بشير إن القائمين على المضافة اقترحوا عليه قبيل الحملة العسكرية الأمريكية على أفغانستان إثر اعتداءات 11 سبتمبر 2001، مغادرة المكان مع النساء والأطفال بسبب مرضه. واستقر الرأي في النهاية على أن يسافر إلى جبال تورا بورا بعيدا عن جبهات القتال، حيث سيكلف بتجهيز معسكرات المقاتلين بالمؤونة. وذكر بشير أن مهمته أثناء اشتداد القتال بين عناصر طالبان والعرب من أتباع بن لادن، ضد القوات الأمريكية، كانت إرسال المؤونة إلى المقاتلين على ظهور البغال. وتعرضت الجماعة التي كان بها للحصار ونفدت المؤونة والأدوية، فانسحب بشير رفقة 130 شخص، حسب أقواله، نحو قرية بالحدود الباكستانية في أواخر .2001 وينتمي سكان القرية للطائفة الشيعية التي سلمته لقوات الأمن الباكستانية التي وضعته بالسجن ببشاور، حيث خضع للتحقيق على أيدي الأمريكيين ثم تم ترحيله إلى غوانتانامو. وذكر بشير أن وفدا رسميا جزائريا زاره في المعتقل في مارس ,2006 وقد عبّر له عن رغبته في العودة إلى الجزائر وبأنه تنقل إلى أفغانستان لطلب العلم وليس لشيء آخر.