مرت 3 أسابيع على تاريخ إنقاذ الخمسة ''حرافة'' المنحدرين من دائرة عين الترك بوهران، على بعد 28 ميلا بحريا شمالي الساحل المستغانمي، وإلى حد الساعة لم يتبيّن أمر الخمسة الباقين المرافقين لهم في نفس الرحلة المشؤومة والذين لا زالوا في عداد المفقودين. أولياء هؤلاء المفقودين لم يفقدوا الأمل في إمكانية العثور عليهم أحياء في منطقة ما. مفترضين أن تكون باخرة من البواخر قد انتشلتهم وهم في حالة خطيرة ولا زالوا تحت الصدمة أو تحت العناية المركزة في مستشفى من مستشفيات البلدان المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط. وعلى هذا الأساس فإنهم ومنذ الفاتح من الشهر الجاري أين وصلهم نبأ إنقاذ الخمسة المرافقين لهم، وهم في اتصال مع حرس السواحل بالجزائر العاصمة ومراكز العبور في كل من إسبانيا وإيطاليا، وحتى القنصليات الجزائرية عن طريق إرسال ''فاكسات'' تحوي كل المعلومات المتعلقة بأبنائهم المفقودين إلى حد الآن، عسى يأتيهم نبأ يريحهم من العذاب الذي يكابدونه والمتضاعف عند الأمهات. وفي لقاء ل'' الخبر'' مع والدي اثنين من المفقودين وهما، ميمون محمد، 23 سنة، وبن عمر محمد 26 سنة، المنحدرين من مدينة العنصر الساحلية، أكدا أن المعلومات التي بحوزتهما هي تلك المقدمة من قبل الناجين الذين ذكروا لهما أن العشرة مغامرين أبحروا في 29 أكتوبر الماضي من شاطئ ''سان جارمان'' بعين الترك في حدود منتصف الليل، وحين قطعوا أميالا في اتجاه الضفة المقابلة واجهتهم عاصفة بحرية هوجاء أدت إلى انقلاب زورقهم المطاطي في اليوم الموالي على الساعة الثامنة ليلا، وحينها تمسك خمسة منهم بالزورق والخمسة الآخرون لم يعرف أحد ما جرى لهم. وذلك إلى أن كشفت فرقاطة بريطانية كانت متوجهة إلى ميناء العاصمة، المتشبثين بالقارب وأنقذتهم وهم في حالة يرثى لها، وتزامن ذلك مع الفاتح نوفمبر الجاري. وحسب ما ذكره الناجون لأولياء المفقودين، فإن طاقم الفرقاطة البريطانية استعمل طائرة مروحية في البحث عن البقية لكنه لم يعثر على أي جثة. وهذا ما بعث ولو بصيصا من الأمل في نفوس عائلات المفقودين الذين لم ييأسوا من البحث ما دامت جثث أبنائهم، في حالة الوفاة، لم تطف على سطح البحر.