المغرب يهاجم الجزائر بلا أي مبرر ويتهمها بالتخطيط لأحداث العيون التي قمعت فيها مواطنين صحراويين وقتلت منهم 29 على الأقل، ووزارة الخارجية الجزائرية لا تحرك ساكنا، ثم يصدر التقرير السنوي لكتابة الدولة الأمريكية حول الأقليات الدينية ليتهم الجزائر بمنع غير المسلمين من الترشح لرئاسة الجمهورية ولا أحد يرد، وكأن سيادة هذا البلد أصبحت مستباحة ولا يوجد من يدافع عنها. قد تكون الخارجية الجزائرية والمصالح المختصة تقوم بعملها في الخفاء وتؤدي واجبها على أكمل وجه كما فعلت خلال الأزمة مع مصر، والأيام أظهرت النتائج الإيجابية لتلك الجهود، إلا أن هناك شيئا اسمه رأي عام محلي يريد أن يشعر أن وراءه قيادة تدافع عنه وتعلن مواقف تتلاءم مع حجم الاتهامات ضد بلده. والحقيقة أن الرد على الادعاءات المغربية أو الأمريكية يجب ألا يشكل أي إحراج دبلوماسي، بل يجب أن يكون مثلا بمثل، فلما يهاجم العاهل المغربي الجزائر في خطاب، فلا بد أن يرد عليه رئيس الجمهورية في خطاب أيضا، وإذا أصدر الفهري بيانا أو أطلق تصريحات فلا بد أن يرد عليه مدلسي ببيان وتصريحات، دون الخوف من تعفن العلاقات، لأنها أصلا متعفنة. فالحدود مغلقة والكيف يغزونا من الغرب، وفوق كل هذا لا يحق لنا مساندة حل عادل للقضية الصحراوية وفق قرارات الأممالمتحدة. أما بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية فصحيح أنها قوة عظمى تحكم العالم ووزعت الاتهامات ''بالعدل'' على كل الدول، الصغيرة والكبيرة، إلا أنه لا شيء يمنع من الرد عليها مثل ما فعلت فرنسا بإثارة المشكل في البرلمان، أو كما احتجت دول أثقل من الجزائر بل وتعيش على المساعدات الأمريكية. ثم كيف يمكن لدولة يتم الهجوم على رئيسها يوميا في وسائل إعلامها ويتهم بأنه ''مسلم''، فيضطر في كل مرة للرد على ذلك بالنفي، أن تسمح لنفسها بتقديم التوصيات حول حماية الأقليات؟ [email protected]