لم يخلو العرض المسرحي ''ميزيرية ألا مود''، الذي لعب فيه دور البطولة الكوميدي مراد خان، بمعية الممثلين لويزة نهار وجعفر مشرنن، الذي تم عرضه، سهرة أول أمس، بقاعة الموفار، من الرسائل والتلميحات السياسية، حيث تصور حبكة العرض، التي وقعها سيد علي بوشافع، مساعي مرشح للانتخابات من أجل الحصول على توقيعات المواطنين وتقوده رحلة إقناع الآخرين إلى عتبة بيت قصديري، يحلم القاطنون فيه بحياة ترف، أين تقيم بطلة المسرحية، شابة فقيرة، معدمة، وجدت نفسها وحيدة، بدون معيل. تنطلق بين الطرفين حوارية، تستمر على امتداد العرض، وتحاول، في الداخل، مقاربة كثير من الهموم الآنية، التي تراود فكر بطلي العرض، وتعكس اهتمامات الآخرين. حوارية في السياسة وفي تحولات المجتمع وصعوبة العيش، تنتهي بوقوع البطل في حب المحاورة وبإعلان نيتهما في الزواج. ويدرج العرض، في وسط الحوارية، شخصية ثانوية، تتمثل في شاب، يعرّف نفسه ''أنا الفنان الذي كان اسمه حيّا -سي- ولما مات صار منسي''. وطفا على العرض نفسه مسحة من الكوميديا والتهكم وكثير من السخرية السوداء التي تعبر عن الواقع المعيش المر.