أعاد مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي المصريين إلى الجزائر دون طلب إذن ولا اعتذار، ولم يكتف بإعادتهم، بل راح يبرمجهم في المنافسة الرسمية، وكأن شيئا لم يحدث، مع العلم أنهم ذهبوا إلى تحويل مهرجان القاهرة السينمائي إلى منبر لشتم الجزائر، وعلى هامش ذلك تحاول الأفلام التي تمّ انتقاؤها في خانة المنافسة الرسميّة طرح قضايا تمسّ واقع عيش المرأة وملامسة حتمية الهجرة ومشاعر الغربة في نفسية الأفراد. يحكي فيلم ''تاكسيفون'' للمخرج الجزائري المغترب بسويسرا محمد سوداني متاعب زوج سويسري (أوليفر وإيلينا) يسافر في الصّحراء الجزائرية، متجها إلى تومبوكتو المالية، قبل أن تتعرض مركبته لعطب ميكانيكي، ويجد نفسه شبه وحيد، تائه في رمال الصحراء، ومقبل على المجهول، لولا تدخل امرأة تتجسد في شخصية الشّابة آية، التي تساعدهم في تجاوز متاعبهم وتدخلهم فضاء الواحة وتعرفهم بجزء من يوميات الجنوب. ويشارك في الفيلم نفسه(ساعة و34د)، الذي صوّرت أهم مشاهده في تاغيت، ممثلون من الجزائر وآخرون من سويسرا، من بينهم مونا بيتري، جون لوك بيدو، سيد احمد أقومي، صونيا وعديلة بن ديمراد. وقريبا من العوالم نفسها نجد الفيلم المغربي ''المنسيون'' لحسن بنجلون الذي يطرح إشكالية الغربة وموضوع الهجرة ثم منعرج الهجرة غير الشرعية ومكان المرأة في علاقة الرجل مع المجتمع. ويلج الفيلم اللبناني ''شتي يا دنى'' لبهيج حجيج، عوالم غرائبية ويسرد قصة مفقود منذ منتصف الثمائينيات يعود إلى الحياة بعد عشرين سنة، يفشل في الاندماج مجددا في المجتمع، ويلتقي صدفة امرأة تنتظر عودة زوجها المفقود أيضا منذ عشرين سنة، وتنشأ بين الطرفين علاقة قوية تتراوح بين الحب والصداقة والعميقة. ونجد المرأة الحاضر الأهم في الفيلم السوري ''حراس الصمت'' لسمير ذكرى، الذي ينقل جزء من السيرة الذاتية للروائية غادة السمان التي ستجسدها الممثلة نجلاء خمري. من جهته، يسلّط الفيلم العراقي ''ابن بابل'' لمحمد الدراجي على مسار جدة كردية تنطلق في رحلة البحث عن ابنها ووالد حفيدها المفقود منذ حرب الخليج الأولى .1991 وسيكون التاريخ والتنقيب عن الماضي ومكانة المرأة في الحفاظ على الذاكرة الجماعية حاضرا في المهرجان نفسه (2316 ديسمبر) مع فيلم ''شامة النخيل الجريح'' للمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار وبطولة ليلى واز، ويلتفت فيلم ''ثوب الشمس'' للإماراتي سعيد سالمين لصعوبات تأقلم ذوي الاحتياجات الخاصة.