تخلى عن الطب ثم الموسيقى من أجل الفن .. قدم عبر عشرات الأدوار أداء جديدا وفريدا ميزه على الساحة الفنية العربية، فصار من كبار النجوم .. واستنادا لثقافته وخبرته الفنية وحضوره الجيد اختير لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي .. ومنذ 04 سنوات وحتى الآن استكمل المسيرة بنجاح وقفز بالمهرجان قفزات محسوبة جعلته ندا لأقوى التظاهرات الفنية العالمية .. إنه الفنان عزت أبو عوف الذي خص "الأمّة العربية" بهذا الحوار . - بخصوص الخارج .. فنحن نتعرض منذ سنوات لحملة عنيفة من قبل الإعلام الإسرائيلي واللوبيات الصهيونية في أوروبا وأمريكا، وكان السبب الرئيسي من وراء هذه الحرب هو موقفنا الصلب تجاه سياسات إسرائيل العدوانية في حق أشقائنا الفلسطينيين، والقضايا العربية، فحقا مهرجان القاهرة مهرجان دولي، إلا أنه بالأساس عربيا ويقام على أراض عربية، ولن يكون أبدا ساحة عرض للفيلم الإسرائيلي، ومن هنا استشاط غضب إسرائيل وسخرت كل جهودها لتشويه صورة المهرجان ومصر في الخارج، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، وكل دورة ينال المهرجان سمعة دولية طيبة. - معلومات صحيحة، لكنني أؤكد أنهم سيفشلون، وسواء هم أم غيرهم لن يستطيعون المساس بمهرجان القاهرة الذي ظل منذ عهد الراحل سعد الدين وهبة شوكة في حلوقهم وسيظل، فمهرجان القاهرة عمره الآن 33 عاما .. سنوات طويلة اكتسبنا خلالها خبرة ومقدرة لا يتم الحصول عليها في يوم وليلة أو حتى سنوات، إضافة إلى المكانة الفريدة والمتميزة التي تتمتع بها مصر وغير المتوفرة عندهم. - سواء وزارة الثقافة أو معظم وسائل الإعلام النزيهة والوطنية وكذلك الكتاب الشرفاء المحبين لوطنهم يدركون حجم التحديات ويتكاتفون مع المهرجان بقوة لإحباط المخططات، لكن للأسف هناك بعض الأقلام ووسائل الإعلام التي تتربص بالمهرجان وتسعى لإفشاله، وهذا يحدث منذ عهد الراحل "سعد الدين وهبة"، وحتى الآن أتساءل عن سر هذا التربص ولمصلحة من؟، فالهجوم على المهرجان أصبح موضة، كل وسائل الإعلام تساند مهرجانات بلادها .. وفي مصر تظهر أصوات لا هم لها إلا تدمير كل شيء جميل . - هناك تأثير سلبي .. فأنا شخصيا كفنان وكذلك كرئيس مهرجان في حاجة لحضور مهرجان دبي أو دمشق، لكن بسبب تقارب المواعيد، وانشغالي بالتحضيرات والاستعدادات لمهرجان القاهرة في وقت انعقاد تلك المهرجانات أجد نفسي محروما من الحضور، وينطلي الأمر على الكثير من الفنانين والسينمائيين، وبالتالي فالخسارة تمس الجميع . - هناك منافسة قوية بين كل المهرجانات سواء عربية أو عالمية، وهذا شيء جميل ومطلوب لأن المنافسة القوية دائما ما تخلق تفوقا وإبداعا، لكن أود التأكيد على أن مهرجان القاهرة مازال محتفظا بقيمته، وخاصة أنه يتميز بالعالمية والدولية بالإضافة إلي أن مصر البلد الوحيد التي توجد بها صناعة سينما، فضلا عن أنه لا يمكن قيام مهرجان عربي بدون نجومنا المصريين الذي يمثلون العمود الفقري لأي مهرجان عربي . - نحن لا نريد أن يحدث ذلك، بدليل أني التقيت مع رئيس مهرجان دبي "عبد الحميد جمعة" في القاهرة واتفقت معه على حضور مهرجان دبي هذا العام لتوقيع بروتوكول التآخي بين مهرجان القاهرة ومهرجان دبي، والذي سيكون الخطوة الأولى لتحقيق التنسيق الكامل مع بقية المهرجانات العربية . - برنامج المهرجان ثابت لا يتغير، ولا تمس التغييرات سوى ضيوف الشرف الذين يتم دعوتهم، والجديد هذا العام هو اختيار السينما الجزائرية لتكون موضع اهتمام وتقدير المهرجان والتكريم كذلك، إضافة لاختيار السينما الهندية كضيف شرف المهرجان . -لا توجد أية علاقة تذكر، فالاختيار كان مبرمجا من العام الماضي، كتقليد في المهرجان، حيث اعتدنا على اختيار الأعمال السينمائية لإحدى البلدان العربية لتحظى بأكبر قدر عرض ممكن كل دورة، وجاء الدور على السينما الجزائرية هذه الدورة، وشاء القدر أن تصنع الجزائر هذا العام الحدث على الساحات الرياضية والفنية والإعلامية المصرية . - أعتقد أن التأثير سيمس الأفلام المعروضة في دور العرض في ذلك اليوم فقط، أما قبيل وبعد المهرجان فلا أظن أن يكون هناك تأثيرا . -ليس جديدا القول بأن مصر بلد مضياف يحترم ويرحب بضيوفه أيا كان لونهم أو صفتهم، وبكل تأكيد سيحظى ضيوف مصر الجزائريين بالاستقبال اللائق والمناسب لأشقاء قبل أن يكونوا ضيوفا . - لا .. ليس بهذا المفهوم، لأن القوانين هي التي فرضت محدودية الأفلام المصرية المشاركة في المهرجان، فمهرجان القاهرة السينمائي يتبع منظمة المنتجين الدوليين والتي ترفض لوائحها مشاركة أفلام تم عرضها في مهرجانات من قبل ضمن المسابقة الرسمية، وهذا الشرط حرم المهرجان من مشاركة أفلام مصرية متميزة وأنا شخصيا حاولت من قبل إلغاء هذا الشرط مع المنظمة، ولكنها رفضت لأنها منظمة عالمية، لذلك لجأنا إلى مسابقة أفلام "الديجتال" ومسابقة الأفلام العربية وهما المسابقتين اللتين لا تسري عليهما لوائح المنظمة لأنهما يتبعان فعاليات مهرجان القاهرة . - نحن نبذل الكثير من أجل التغلب على كل العقبات ومن أجل تقليص النقائص التي وقعت في السنوات الماضية، فقد تم الاتفاق على إقامة الاحتفال الرسمي للافتتاح في دار الأوبرا المصرية دون أي استعراضات أو مظاهر، وهذا يحدث في كل مهرجانات الدنيا وسوف يضم الاحتفال الرسمي المراسم ومنها كلمة وزير الثقافة وكلمتي التي لن تتجاوز دقيقتين، ثم تقديم هيئة التحكيم وفقرة التكريم للمصريين والأجانب، ثم بعد ذلك يعرض فيلم الافتتاح، أما حفل عشاء ضيوف الحفل فسيتم تنظيمه في أحد قصور مصر العريقة والذي سيتم تجهيزه بأعلى مستوى ليكون الاحتفال فيه لائقا بمهرجان يحمل اسم مصر .