شدد رئيس المجلس الشعبي الولائي بتيزي وزو، محفوظ بلعباس، المنتخب عن حزب الأرسيدي، على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق للبحث في ملف إعادة تهيئة المسرح الجهوي كاتب ياسين الذي تكفلت مديرية الثقافة بأشغال إعادة ترميمه. قال محفوظ بلعباس، في لقاء صحفي عقده، أمس، بمقر المجلس الشعبي الولائي، إن أشغال ترميم مسرح كاتب ياسين بوسط مدينة تيزي وزو، استهلك غلافا ماليا جد ضخم لا يتماشى وحجم الأشغال المنجزة بالورشة. وأضاف أن إنفاق مبلغ 38 مليار سنتيم في مشروع ترميم المبنى مبالغ فيه كثيرا، إلى درجة أن وجهة هذا المبلغ مشكوك فيها، بحيث من غير المعقول بتاتا، في اعتقاد منتخبي الأرسيدي، أن تنفق كل هذه الأموال في مشروع إعادة التهيئة لهيكل لا يتربع على أكثر من هكتار واحد من المساحة المشيدة. كما أعرب رئيس المجلس المنتخب عن استغراب منتخبي حزبه من الكيفية التي تسيّر وفقها شؤون الثقافة بالولاية والتي يشرف عليها ولد أعلي الهادي، أحد المنشقين عن حزب سعيد سعدي، بحيث قال السيد بلعباس إن قطاع الثقافة يحتضر والهياكل التابعة له أضحت أجسادا بلا روح، إلا أن مسيّري ذات الجهاز لا يرون من الضروري التفكير في إعادة الاعتبار لهذه الفضاءات الثقافية المهجورة، بل والمثير للاستهجان، حسب المتحدث نفسه، هو تعمّد القائمين على القطاع إهدار أموال الخزينة العمومية في ''متاهات'' لا تضيف شيئا للثقافة المحلية، مشيرا إلى أن الضبابية في تصريف أعمال المؤسسة الثقافية تطال حتى العنصر البشري، بحيث قال إن ملك الراي الشاب خالد تقاضى مبلغ ثلاثة ملايير سنتيم عن حفل ساهر أحياه بتيزي وزو، في حين أن فنانين آخرين شاركوا في عدة تظاهرات ثقافية وفنية وخرجوا فارغي الوفاض. وفي رده عن اتهامات المجلس الشعبي الولائي، فند مدير الثقافة، ولد أعلي الهادي، أن يكون قد قام بإنفاق المال العام في مشاريع ''مشبوهة''. وقال ل''الخبر'' إن المطربين الذين يتعاملون مع دار الثقافة بالقطعة تحصلوا كلهم على مستحقاتهم. أما بخصوص مشروع ترميم المسرح الجهوي، فأكد ولد أعلي الهادي أن الغلاف المالي الذي تم رصده كان بناء على دراسة دقيقة، واصفا الذين وجهوا إليه أصابع الاتهام بغير المؤهلين لإجراء الحسابات، وتحداهم بتقديم الأدلة الكافية لتوريطه في تبديد المال العام. كما شكك منتخبو الأرسيدي في نزاهة المكلفين بإنجاز أشغال التهيئة الحضرية بالولاية، بحيث أن عملية تمويل مشاريع القطاع كلفت مبلغا هاما يقدر ب54 مليار سنتيم، لكن المحيط العمراني للمدينة لا يزال يعاني من تشوّهات وأغلب الأشغال تمت بشكل ترقيعي دون مراعاة مقاييس الإنجاز ودون احترام دفتر الأعباء. أما بشأن الوضع الأمني المتدني وتنامي ظاهرة الاختطاف، فقد اعتبر منتخبو الأرسيدي أن غياب الإرادة السياسية في استئصال الإرهاب والجريمة، تعد السبب الكافي في استمرار حالة انعدام الأمن في كامل أرجاء المنطقة. وما يؤكد رغبة السلطات المركزية في الإبقاء على الأوضاع المتعفنة بمنطقة القبائل دون سواها، على حد قول هؤلاء المنتخبين، هو التزام الجهات الأمنية ل''صمت مشبوه'' وعدم التحرك أثناء تلقيها لمعلومات عن تحرك الجماعات المسلحة.