لم تكن ''إلهام'' ذات ال16سنة تعلم أن فرحة عيد الأضحى ستتحول إلى مأساة حقيقية وأن الشواء الذي كانت تحضّر له بإشعال المشواة، سيتسبب في تشويه وجهها وجزء من جسدها، حيث اندلعت النيران من قارورة البنزين التي استعانت بها في إشعال نار المشواة في وجهها. مأساة ''إلهام'' ترجع إلى ثالث أيام عيد الأضحى لسنة 2009، حين تولت مهمة إشعال المشواة لتحضير عشاء شواء كان من المفروض أن تلتف حوله عائلتها مستعينة بقارورة بنزين كانت تمسكها بيدها اليمنى. وفي لمح البصر اشتعلت المشواة وامتد لهيبها لقارورة البنزين التي التصقت بجلد الفتاة التي أصيبت بحروق شديدة أتلفت أذنيها وجزء من رقبتها وشوّهت وجهها لتدخل مدة شهرين غرفة الإنعاش بعيادة ''باستور'' بالجزائر العاصمة، كما قضت شهرا إضافيا بذات العيادة لمتابعة العلاج. و خرجت بعدها بوجه مشوّه ويد يمنى يستحيل استعمالها لتنقطع عن الدراسة لذاك العام وتتابعها مطلع 2010. وعن يومياتها الدراسية وهي التي تستعد لشهادة التعليم المتوسط، قالت إلهام ''أتابع باهتمام حينما يتعلق الأمر بشرح الدروس والمشاركة بالقسم لأتراجع عند الكتابة بعدما فقدت استعمال يدي اليمنى التي تشوهت كليا ولطالما توسلت زميلاتي أن يكتبن لي وكان لي ذلك، لكن استمرار الحال من المحال، أملي الوحيد اليوم هو أن أستعيد حياتي السابقة وأنزع عن وجهي هذا القناع الذي بات يؤرقني''. قناع قالت لنا والدة ''إلهام'' أن أهل الخير دفعوا حقه 10 ملايين سنتيم، ويبقى الأمل في علاج الحروق قائم على الجراحة التجميلية التي تأمل من ذوي البر والإحسان أن يساعدوها للاستفادة منها.