قدّر الدكتور المصري عمر كامل، الباحث في العلوم السياسية بجامعة لايبزغ الألمانية، أن المشهد السياسي المقبل في مصر سيبقي على دور الجيش في دور انتقالي، تشارك فيه عدة شخصيات سياسية تحظى بقبول الشارع. وفي تحليله للأوضاع الحالية في مصر، وصف الدكتور عمر كامل الرئيس مبارك بأنه ''الشخص الوحيد الذي التزم بحظر التجوال، فهو الوحيد الذي يقبع في منزله ويعيش العزلة القاتلة''. بالنسبة للمتحدث، في اتصال مع ''الخبر''، فإن ''حسني مبارك أصبح في ذمة التاريخ، بعدما انتصر الشارع وحقق أغلب مطالبه، منها بالأساس إسقاط فكرة التوريث وتمديد الحكم للرئيس''. أما بشأن علاقة الشارع المنتفض بساحة التحرير مع الحكومة الحالية، فيوضح الدكتور عمر كامل هذه العلاقة بالقول ''السلطة، ممثلة الآن في نائب الرئيس عمر سليمان ورئيس الوزراء أحمد شفيق، تريد كسب الوقت. وهذا يهدف إلى إحداث شرخ في الشارع المصري''. لكن الأمور لن تسير طويلا في صف سليمان وشفيق إذا واصلا في الدفاع عن مبارك، لأنه ببساطة ''الكلمة ستعود للشعب المتظاهر في الشارع، وليس لمفاوضات عمر سليمان مع السياسيين''. أما بخصوص الشخصيات التي يرشحها لاحتلال المشهد في قابل الأيام، فيقدر الباحث في الشؤون السياسية بجامعة لايبزغ الألمانية أن ''شخصيات مثل عمرو موسى ومحمد البرادعي وأسامة الغزالي حرب وأيمن نور، يمكن أن يكون لها حضور في الحكومة الانتقالية، طبعا بعد رحيل مبارك، الذي يبقى المطلب الأول حتى يهدأ الشارع''. وفي مقارنته للثورة في تونس ومصر، سجل المتحدث بعض الاختلافات، أهمها أن ''من مزايا الحكم التونسي اهتمامه بالتعليم، ومن قام بالثورة في تونس هم شباب على قدر كبير من التعلم، لكنهم لا يمثلون أغلبية المجتمع. أما في مصر، فالذين خرجوا إلى الشارع هم من فئات تعلمت بطريقتها الخاصة وليس بفضل أموال الدولة، وهؤلاء الذين احتلوا الشارع ينتمون لفئات همشها نظام مبارك''، على حد تقديره. وبالنسبة لموقف الحكومات الأوروبية مما يجري في مصر، قال الدكتور عمر كامل إن ''هناك مزيجا بين الخوف والترحيب، خوف من الإسلام وترحيب بالتغيير''. ويعتقد الدكتور عمر كامل أن ''أوروبا مدعوة للإجابة على السؤالين التاليين: هل تخاف من الإسلام أو تخاف من التغيير الديمقراطي في الشارع العربي؟ وهل تعاملها مع الشارع العربي أسهل أو التعامل مع الديكتاتوريات العربية أكثر سهولة؟ وفيما يتعلق بما يتداول إعلاميا حول حجم ثروة عائلة الرئيس مبارك، قال المتحدث ''لا أحد يستطيع معرفة حجمها الحقيقي، ولكن الشيء الثابت هو أن عائلة مبارك، وتحديدا أولاده، انخرطوا في هذا المسعى. فبينما اكتفى علاء بجمع المال، سعى جمال للجمع بين المال والسلطة''.