أظهر تحقيق ميداني قام بإعداده مجموعة من الخبراء والمختصين في التربية، فشلا للإصلاحات التي يشهدها القطاع منذ سنوات. وتأتي كثافة البرامج على رأس قائمة الأسباب، بنسبة 25 بالمائة. وهو ما يؤكده ''استنجاد'' الوزير بلجنة تقنيين لمعالجة المشكل. انتهت مجموعة عمل مكونة من خبراء في التربية وإطارات متقاعدة من القطاع، من إعداد استبيان حول عوامل وأسباب ضعف النتائج المدرسية في الأطوار الثلاثة، وشمل التحقيق المتمدرسين وأولياء التلاميذ والأساتذة والمدراء والمستشارين والمفتشين، حيث وزعت أسئلة محددة عليهم تطرقت لعوامل قد تؤثر في نظر أصحاب هذا الاستبيان على التحصيل العلمي للتلاميذ. وتضمّنت الوثيقة التي تحوز ''الخبر'' على نسخة منها، أسبابا لها علاقة بالوراثة والمحيط والتكنولوجيا الحديثة وعدم اهتمام الأولياء أو التلاميذ، بالإضافة إلى كثافة البرامج والحجم الساعي والاكتظاظ والظروف الاجتماعية والصحية، وأيضا الغيابات والتأخيرات ونقص الاهتمام بالتكوين، وطرق التدريس وأخيرا الظروف القاهرة. ويتعلق الأمر هنا بالعشر سنوات التي تلت الاستقلال وكذا العشرية السوداء. وفي تعليقه على نتائج الاستبيان، قال رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ خالد أحمد بأن جميع الإجراءات التي وضعتها وزارة التربية في إطار مسار الإصلاح، أثبتت فشلها بدليل التراجع الكبير لمستوى التلاميذ في الأطوار الثلاثة. وحسب الأرقام المتوفرة لدى ''الخبر''، فإن كثافة البرامج الدراسية تمثل 25 بالمائة من أسباب فشل الإصلاحات. وهو ما اتفق عليه أولياء التلاميذ والأساتذة على حد سواء. الأمر الذي لم تتوقف عن انتقاده مختلف أطراف الأسرة التربوية من نقابات الأساتذة والأولياء. وبصفة عامة، قال خالد أحمد بأن تراجع مستوى التلاميذ في الفترتين الممتدتين بين الاستقلال وبداية العشرية السوداء، وإلى غاية نهاية التسعينات، قد يكون مبرر باعتباره جاء كنتيجة حتمية لظروف قاهرة حالت دون التحصيل الطبيعي للتلاميذ، كما أنها حالت دون التحاق آلاف الأطفال بالمدارس وأجبرت المئات على مغادرة مقاعد الدراسة. من جهتهم، أجمع التلاميذ المستجوبون على أن الاكتظاظ ساهم بشكل كبير في تراجع مستواهم العلمي، فيما اعتبر أكثر من 20 بالمائة من مدراء مؤسسات تربوية من الأطوار الثلاثة، تم استجوابهم، بأن الظروف الاجتماعية والصحية سبب لفشل الإصلاحات التي يشهدها القطاع منذ سنوات. من جهته، أعلن رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ بأن نتائج التحقيق الميداني تأتي لتؤكد تراجع التحصيل العلمي للمتمدرسين، وتبقى مختلف الإجراءات التي اتخذتها الحكومة من نقل وإطعام ومساعدات مادية للمعوزين وتكوين للمعلمين والمؤطرين، غير كافية، ولا بد، في نظره، من إعادة النظر في الإصلاح والانتقال إلى مرحلة من شأنها تدارك الوضع وتحسين مستوى التلاميذ.