تلعب القبيلة دورا حاسما في الحياة العامة بليبيا، رغم احتكامها منذ 42 سنة لتعاليم ''الكتاب الأخضر''، بدليل أن إعلان أكبر قبيلتين في البلاد وهما ''ترهونة'' و''ورفلة'' انضمامهما للمحتجين عجل بإعلان جهات أخرى انقلابها على نظام القذافي، وفي المقدمة عناصر وقيادات في الجيش الليبي. وعمليا، أعلن المتحدث باسم قبيلة ترهونة عبد الحكيم أبو زويدة أن شيوخ قبيلته، التي تشكل ثلث سكان العاصمة طرابلس، أعلنوا تبرؤهم من النظام وانضمامهم للمتظاهرين ضد ''الطاغية''، وقال أبو زويدة إن شيوخ القبيلة دعوا أبناءهم في مؤسسة الجيش إلى عدم الانسياق وراء الفتنة. وما يؤكد تحكم القبيلة في المجتمع الليبي، سعي سيف الإسلام القذافي للعب على وتر الحرب القبلية في حال سقط نظام أبيه. وخلال السنوات الماضية جرى نقاش صامت في ليبيا حول دور القبيلة في حماية الفساد الإداري والسياسي، أو هذا على الأقل ما أشارت إليه الدكتورة آمال العبيدي عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية بجامعة قاريونس الليبية في إحدى محاضراتها. وأشارت الدكتورة بوضوح إلى أن ''القبيلة بوضعها الحالي، وفي غياب مؤسسات الدولة تحولت إلى مصدر من مصادر التهديد الأمني، على المستوى المحلي كما تشكل تحديا حقيقيا لمبدأ الحكم بالقانون''. وتاريخيا، شاركت القبائل الليبية في الحرب ضد الأتراك والاستعمار الإيطالي، وبرزت قبيلة القذاذفة'' التي ينتمي إليها العقيد معمر القذافي، حيث شاركت في كل الصراعات والمعارك التي نشبت بين قبائل أولاد سليمان ومن في صفها، ضد الولاة الأتراك المتعاقبين، بحسب ما أوردته موسوعة ويكيبيديا. ونسبة للنظام العشائري القبلي في ليبيا، فإن الحكم يقوم في الأساس على قبيلة ''القذاذفة''، ويسيطر أهل القذافي على مفاصل السلطة والثروة، ويمتد نفوذهم إلى كل مؤسسات الدولة من الجيش والنفط والأجهزة الأمنية والاقتصاد والتجارة وقطاعات العمل المختلفة وحتى الرياضة.