حالة من الجدل نشبت، خلال اليومين الماضيين، بين شباب ثورة 25 يناير، بعد حديث قيادات الجيش بأن حكومة شفيق، التي شهدت، قبل يومين، تعديلا وزاريا موسعا شمل تسع وزارات، لن تكون الحكومة القائمة وقت إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، حيث طالب بعض الشباب بعدم الخروج في مظاهرات مجددا وعدم الاحتفال كذلك بعد مرور شهر على اندلاع ثورة الغضب لإعطاء الفرصة للقوات المسلحة لتنفيذ المطالب الشعبية دون ممارسة ضغوط عليها. وتمر اليوم 30 يوما على اندلاع الثورة، بينما رأى آخرون أن مطالب الثورة لم تتحقق بعد، وأن إقالة حكومة شفيق مطلب رئيسي حتى لا يتم الالتفاف على مطالب الثورة أو اندلاع ثورة مضادة من قبل رجال النظام السابق. هذا الأمر سيلقي بظلاله اليوم في احتفالية اندلاع الثورة، والتي ربما لن تشهد تظاهرة مليونية على غرار الجمعة الماضية، ما يجعل هذه الجمعة هي الأكثر هدوء في ميدان التحرير، عكس ما شهدته الجمع الأربع الماضية. وكان لقرارات النائب العام، من القبض على أنس الفقي، وزير الإعلام، ومحمد عهدي فاضل، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، وكذلك أسامة الشيخ، رئيس قطاع اتحاد الإذاعة والتلفزيون، أثر لدى المطالبين بإعطاء مهلة للجيش. بينما طالب ائتلاف شباب الثورة، في بيان له تحت عنوان ''الثورة في خطر يا شعب مصر: أخرجوا جميعا الجمعة القادمة 25 فبراير لإنقاذ ثورتكم''، بالخروج مجددا حيث جاء في البيان: ''إن مؤسسة الفساد في مصر، ما زالت تقبض بقوة على زمام المؤسسات الإعلامية والتعليمية والأمنية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية، وتسعى بشراسة لاستعادة زمام المبادرة بغية إجهاض باقي مطالب الشعب، تحت دعوى أنه بسقوط الرئيس السابق وحل مجلسي الشعب والشورى قد تحققت مطالب الشعب وتعديل الدستور''. وبمناسبة مرور 30 يوما على اندلاع الثورة، يقوم الشباب بإقامة تظاهرة في كافة الميدان، للتأكيد على مطالب الثورة. كما ستنطلق اليوم حملة لتغيير أسماء الميادين العامة بالمحافظات إلى أسماء الشهداء الذين سقطوا في الثورة. في الوقت ذاته رفض شباب الثورة مقابلة كل من ديفيد كاميرون، وزير الخارجية البريطاني، ووليام بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، وقالوا: ''لقد صنع المصريون التغيير وحدهم وكنتم ضده حتى آخر لحظة.. فماذا تريدون الآن، دعونا وشأننا نبني مصر كما نريد''. من جانب آخر، طلت أحداث الثورة الليبية لتلقي بظلالها على مظاهرات اليوم والشارع المصري بشكل عام، حيث يوجد ما يقرب من 900 ألف مصري في ليبيا ولا يعرف مصير غالبيتهم، وقد أكد بيان للقوات المسلحة المصرية، أمس، أن عدد المصريين الذين وصلوا من ليبيا بلغ 30 ألف مصري فقط.