صرّح الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، أن الجزائر ''مقبلة على تغييرات''، داعيا إلى أن يتم ذلك في كنف ''السير المتدرج لتحقيق الديمقراطية''، وعلى حزبه أن يكون في مستوى ''التحديات''، مناشدا الرئيس بوتفليقة أن ''يدخل التاريخ بتجنيب البلاد هزات أخرى''. جمع فاتح ربيعي، أمس، مسؤولي المكاتب الولائية لحزبه بالعاصمة وعلى طاولة النقاش ''الاستعداد لمرحلة جديدة ستتوجه إليها الجزائر''، في إطار التغييرات الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية. ومن الخطوات المرتقبة التي دعا ربيعي إطارات حزبه ''العمل عليها في الفترة المقبلة وفي أسرع وقت''، ما تعلق بإمكانية أن يدعو رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إلى انتخابات برلمانية ومحلية بعد حل البرلمان الحالي، الذي تحول كما قال إلى ''مناصب توزع كهدايا على وصوليين وانتهازيين، يجب تطهير مؤسسة البرلمان منهم''. وتتضمن المرحلة المقبلة أيضا إمكانيات تغيير حكومي يقيل بموجبه تشكيلة الوزير الأول أحمد أويحيى، واستبدالها بطاقم وزراء حياديين وتكنوقراطيين يسهرون على ''تنظيم انتخابات تشريعية ومحلية حرة ونزيهة''، والإشراف على تعديل الدستور الحالي مثلما وعد بوتفليقة بذلك في آخر خطاب له حول الموضوع سنة .2008 وأوضح الأمين العام لحركة النهضة بأنه ''يؤيد هذا المسار، شريطة أن يتم تحديده بأجندة زمنية''. وعما إذا كان حزبه يراهن على الانتخابات التشريعية، أكد ربيعي أن ''حركته سئمت من انتخابات تزبر فيها قوائمها، وبخاصة رؤوس القوائم، بدعوى الخطر على النظام العام دون أي سبب يقبله العقل''، في إشارة إلى ''تعرض حركة النهضة لإقصاء مبرمج باستعمال قانون حالة الطوارئ'' الذي كان يخوّل للسلطات الأمنية والقضائية التحكم في مصير المترشحين من خلال عملية ''تصفية إدارية'' غير مبرّرة. وردا على سؤال حول زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، وليام بيرنز، للجزائر واستقباله من طرف الرئيس بوتفليقة، أشار ربيعي إلى ''خشيته من أن تستغل الظروف الحالية في ليبيا وقبلها في تونس ومصر، وتسعى أمريكا لتحريف إرادة الشعوب في تحقيق الحرية والديمقراطية، خاصة وأن الحكومة الأمريكية وحلفاءها في الغرب ظلوا يرعون هذه الأنظمة الديكتاتورية والشمولية لتحقيق مصالحها''. ونبّه ربيعي إلى أن ''مصالح أمريكا والغرب يمكن أن تتحقق عندما تكون الديمقراطية حقيقية ونابعة عن الإرادة الشعبية''. ولدى تعليقه على تصريح وزير الداخلية، دحو ولد قابلية، الرافض لاعتماد أحزاب جديدة بذريعة أن الظروف لا تساعد على ذلك، قال ربيعي: ''الساحة تسع جميع الجزائريين، ونرى أن التعددية الحقيقية تقتضي فسح المجال لأفراد الشعب الجزائري بإنشاء أحزاب والانخراط في الحياة العامة سياسيا واجتماعيا''، مضيفا أن في ذلك ''إعادة الاعتبار للمواطن في أي موقع يراه مناسبا له، سواء في العمل السياسي أو في العمل الجمعوي أو النقابي''.