يشارك حوالي 500 شخص، من بينهم وجوه من حرب التحرير، يوم 19 مارس الجاري في مؤتمر وطني تاريخي يختص بالذاكرة وحمايتها من التشويه. وتعقد التظاهرة بإشراف من التحالف الرئاسي، وبقيادة الأفالان الذي يحضر مجموعة من الأعمال في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال. وجهت قيادة جبهة التحرير الوطني دعوات لمنظمتي المجاهدين والشهداء واتحاد المؤرخين وعشرات الشخصيات وأساتذة الجامعات للمشاركة في ندوة وطنية يوم 19 مارس الحالي، بمناسبة عيد النصر (وقف إطلاق النار 19 مارس 1962). وينتظر أن تخرج التظاهرة بتوصيات تحدد سلسلة من النشاطات، يقوم بها أحزاب التحالف محليا وباتجاه الجالية الجزائرية في أوروبا، للفت انتباه الجزائريين إلى إجراءات يحضَّر لها فرنسيا ستصدر بمناسبة 50 سنة على خروج فرنسا من الجزائر، وتدخل في إطار ''أفضال فرنسا على سكان شمال إفريقيا ونشر الحضارة''. وذكر عبد القادر مشبَك عضو المكتب السياسي للأفالان ورئيس فوج العمل الذي يحضَر لندوة 19 مارس، ل''الخبر'' أن الاتفاق على عمل مشترك للرد على ''محاولات فرنسا تحريف التاريخ''، انطلق داخل التحالف الرئاسي. ووقع الاتفاق بين الأحزاب الثلاثة على أن تكون 2011 ''سنة الحفاظ على الذاكرة''. ويتم ذلك بفضل أنشطة ومساعي معادية لأنشطة يجري الإعداد لها بفرنسا منذ سنتين. وجرى الاتفاق على نشر حصيلة عن جرائم فرنسا الاستعمارية على نطاق واسع والترويج لأحداث الثورة. وقال عبد القادر مشبَك أن أعمال تحضَّر لها الحكومة والطبقة السياسية الفرنسيتين، تدخل في إطار تمجيد الاستعمار أهم ما فيها إدانة حرب التحرير على أساس أنها كانت ''عملا همجيا''. وأضاف مشبَك: ''يعدُّ الفرنسيون العدَة العام المقبل، للتفاخر بتواجد أجدادهم بالجزائر، بدعوى أن ذلك كان عملا إنسانيا وحضاريا. والعمل المشترك الذي نريده يهدف إلى فضح هذا التزييف''. ومعروف أن ما يعرف ب''قانون تمجيد الاستعمار'' (23 فيفري 2005) تحدث عن ''مزايا التواجد الفرنسي في شمال إفريقيا''. ونص القانون على إنشاء مجلس يحفظ الذاكرة الفرنسية في هذه المنطقة من قارة إفريقيا. ويبذل اليمين مجهودا كبيرا لكي يكون هذا المجلس جاهزا في ذكرى 50 سنة لخروج فرنسا من الجزائر. وأعد اليمين الحاكم في فرنسا، برنامج عمل وأفلام تصب في اتجاه ''الحضارة التي نشرها الفرنسيون في شمال إفريقيا''. وقد دعيت شخصيات جزائرية لتقديم شهادات عن ممارسات الاستعمار، أمثال عضو الوفد المفاوض في إيفيان رضا مالك. لكن قيادة الأفالان، حسب مصادر حزبية، تتخوف من عدم حضور الكثير من الشخصيات بسبب تدهور صحة الكثير منها. ويبيَن النشاط الذي يرغب الأفالان وشريكاه الأرندي وحمس المدعوم من طرف السلطة، أن التعامل مع فرنسا في جوانب الذاكرة والتاريخ، يسير بمنطق رد الفعل بدل أن يقوم الجزائريون بكتابة تاريخهم بأنفسهم.