يتنافس الفيلم الوثائقي ''كونسارتو لذاكرتين'' لمخرجه مناد مبارك، على الجائزة الكبرى ''الزيتونة الذهبية''، في فعاليات الطبعة الحادية عشرة للمهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي، التي تنطلق في 19 مارس الجاري إلى غاية 23 من نفس الشهر، وسيعرض في اليوم الثالث من الفعاليات. وقال المخرج مناد مبارك في تصريح ل''الخبر''، إنه عكف على ترجمة فيلمه الوثائقي كتابيا باللغة الأمازيغية، للمشاركة في المهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي، مشيرا إلى أنها ثاني مشاركة له بعد تلك التي كانت سنة .2007 وأبرز مناد مبارك أنه أراد إبراز جانب خفي من التاريخ، بعيدا عن لغة المؤرخين والسياسيين، بعد أن التقى ثلة من الجنود الفرنسيين، كشفوا أنهم كانوا مجبرين على المشاركة في الثورة الجزائرية لا مخيرين، مردفا ''أردت وضع جملة من الحقائق في الواجهة، فعندما كنت أصور فيلمي السابق ''ذاكرة الحرب''، التقيت جنودا فرنسيين، عبروا عن أسفهم لمشاركتهم في الحرب الجزائرية، وأنهم كانوا مقيدين ومجبرين على خوضها دون رضاهم''. وأشار المتحدث إلى أنه ارتأى جعل فيلمه الوثائقي، على طريقة ''وجه لوجه''، يتقابل فيه الجندي الفرنسي ميشال تيسو الذي أقحمه الجيش الفرنسي رغما عنه، وهو شاب في 18 من عمره، في حرب لا فائدة له منها، وعمي الصالح المجاهد الذي ترك دراسته، والتحق بالجبل لانتزاع الحرية والاستقلال من المستعمر الفرنسي. وكشف المخرج أنه استعان في فيلمه بلقطات حية من الأرشيف، صورت ما بين سنتي 1960 و1962، سلمها له ميشال تيسو، في فيديو مدته 80 دقيقة، انتقى بعضها، مردفا ''هي لقطات تصور حياة الجندي ميشال بتيزي وزو، في المعسكر الفرنسي هناك، والجولات الاستكشافية إلى جبال منطقة القبائل''. تجدر الإشارة إلى أن ''كونسارتو لذاكرتين''، الذي صور بإحدى قرى تيزي وزو، يجمع في 55 دقيقة، المجاهد ميقاشر صالح والجندي الفرنسي ميشال تيسو، ليطرح جملة من الإشكاليات والفرضيات المتعلقة بمصيرهما، لو لم تكن هناك حرب واستعمار، وانتهاك للحريات الإنسانية، ليقول الأول ''عندما يقتل كل أهلك فهذا يزرع الكره، ولا يمكن بعدها توقيف الحرب''. فيما يذكر الثاني ''لقد كنت ضد الحرب، لقد علمتنا أن نقتل ثم نثمل لكي ننسى آلامنا. إذا أردنا الصداقة مع الجزائر، يجب أن نقول الحقيقة، نصفي الذاكرة ونذهب إلى الآخر ''.