دخلت الثورة الليبية شهرها الأول، وتطورت الأوضاع إلى حالة حرب حقيقية بين ميليشيات الثوار والجيش النظامي الليبي الذي يتفوق على صعيد العتاد والأسلحة البرية والجوية. وارتفعت حصيلة القتلى والجرحى إلى أكثر من ثلاثة آلاف شخص بحسب بعض التقارير. استعادت القوات الموالية لقائد الثورة الليبية، العقيد معمر القذافي، السيطرة على مدينة البريقة النفطية الواقعة في شرق ليبيا، بعد أن كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة. وأظهر التلفزيون الليبي، أمس، قوات القذافي وهي تتجول وسط البريقة التي تضم أحد أكبر موانئ تصدير النفط في ليبيا، وقال إن هذه القوات تقوم بعملية تطهير منطقة البريقة من الثوار، وحاولت قوات القذافي إعادة فتح المحلات التجارية والخدمات العامة والمصارف، في محاولة لإعطاء الانطباع بعودة الحياة إلى طبيعتها كما في السابق. وأجبر القصف الجوي المكثف الذي تقوم به طائرات القذافي الثوار على التراجع إلى خلف مدينة البريقة. وتعد مدينة البريقة رابع مدينة يستعيدها القذافي بعد مدينة الزاوية ورأس لانوف وبن جواد. وذكرت التقارير الإعلامية أن قوات القذافي تتقدم من الغرب باتجاه مدن الشرق بعدما تمكنت من السيطرة على مدينة العقيلة وقرية بِشر القريبة من البريقة. واعترف المتحدث باسم وزارة الدفاع الليبية، ميلاد الفقهي، بصمود الثوار في وجه قوات الجيش، وأقر بسقوط عشرات القتلى والجرحى في العمليات العسكرية الأخيرة. ونفى القائد العسكري أن يكون الجيش قد نبش قبور الموتى أو انتهك حرمة المساجد في الزاوية، مثلما بينته صور تلفزيونية أول أمس. وتشير هذه التقارير إلى أن الثوار مازالوا يمتلكون زمام المبادرة العسكرية على الأرض، وأن انسحابهم من بعض المدن مسألة تكتيكية لإعادة تجميع وتنظيم صفوفهم. وذكرت التقارير أن الثوار يتجمّعون على الطريق الساحلي القريب من مدينة أجدابيا، لمنع قوات القذافي من التقدم نحوها، بعدما صارت قوات القذافي على بعد 400 كلم من مدينة بنغازي، المعقل الرئيسي والحيوي للثوار ومقر المجلس الانتقالي. ونقل صحفيون يعملون في بنغازي أن المدينة تشهد أزمة خبز ونقصا في المواد الغذائية، بسبب العجز في تموين المدينة من أجدابيا في الغرب أو من طبرق في الشرق بالدقيق، إضافة إلى هجرة العمالة المصرية التي كانت تدير أغلب المخابز في المدينة. وعلى الصعيد السياسي توعّد سيف الإسلام القذافي بخوض الحرب حتى النهاية، وقال لمراسلي صحف إيطالية ''إن القوات الحكومية استعادت حتى الآن 90 بالمائة من البلاد، وستنتصر على الثوار، وكل شيء سينتهي في القريب العاجل''. فيما قال أمين عام اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجى والتعاون الدولى إن ''قرار الجامعة العربية الداعي إلى فرض حظر جوي على ليبيا غير شرعي ويتناقض مع ميثاق الجامعة''، مشيرا إلى أن ليبيا ستتخذ موقفا في وقت قريب بهذا الشأن.