رأى قاض مكلّف بالفصل في قضية متهمين اثنين في خطف سياح ألمان في الصحراء الجزائرية قبل ثمانية أعوام، أن حضور القيادي في ''الجماعة السلفية'' سابقا عماري صايفي الشهير ب''عبد الرزاق البارا'' بناء على طلب الدفاع ''غير ضروري''. وفي السابق تحجج القضاء بعدم وجود صايفي على لوائحه، لكنه منذ أيام يوجد ''رهن الحبس'' وفقا لوزير العدل. لم يتمكن محامون في حق متهمين إثنين في قضية اختطاف شهيرة لسياح غربيين، من إقناع قاضي الجلسة بضرورة حضور عماري صايفي، الموصوف بالقيادي الذي نفذ العملية، واسمه مذكور في لائحة المتهمين. وسابقا قال جهاز العدالة إن صايفي ''ليس موجودا لديه''، لكن رفع حالة الطوارئ مع نهاية فيفري الماضي، عجلت بتحويله إلى ''الحبس المؤقت''. وقد أجلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر، القضية إلى 14 أفريل المقبل. ويتهم فيها كل من فراح عمر وعيساني ياسين المتابعين بجناية ''الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة والتقتيل، لاسيما ما يتعلق بمشاركتهما في اختطاف سياح ألمان''. وقد أجلت محكمة الجنايات القضية بسبب انسحاب الدفاع الذي طالب بحضور المتهم صايفي عماري بصفته متهما في ذات القضية، معلّلين وجود اسمه في خانة المتهمين على قرار غرفة الاتهام التي تحيل القضية على محكمة الجنايات. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، أنه، وبعد انسحاب المحكمة للمداولة في هذا الطلب أجاب القاضي بكري بوعلام بأن ''المحكمة ترى أنه من غير الضروري حضور صايفي عماري (البارا) للمحاكمة. وبما أن هيئة الدفاع انسحبت، فإن محكمة الجنايات تعين محامين تلقائيين للدفاع عن المتهمين بتاريخ 14 أفريل''. وكان وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز قد أكد في أيام سابقة أن عبد الرزاق البارا يوجد ''رهن الحبس'' طبقا لأحكام الأمر الرئاسي المتضمن رفع حالة الطوارئ''. مضيفا في ذات الوقت أن قضيته أصبحت بين أيدي العدالة''. وتشير حيثيات القضية إلى قائمة طويلة من الاتهامات تخص المعنيين، منها الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة تعمل على بث الرعب في أوساط السكان، وخلق جو من انعدام الأمن، من خلال الاعتداء المعنوي والجسدي على الأشخاص أو تعريض حياتهم وحرياتهم وأمنهم للخطر، أو المس بممتلكاتهم، تليها جناية نشر التقتيل والحرق العمدي والاختطاف، إلى جانب الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج، والحرق العمدي وحيازة أسلحة وذخيرة. ويعتبر دفاع المتهمين أن إحضار المتهم عبد الرزاق البارا أمر ضروري لا يمكن تجاوزه، أمام وجوده في حالة اعتقال. وحسب دفاع المتهمين فإن الوقائع المنسوبة إليهما تتمثل في مشاركتهما في عدة عمليات إرهابية (عمليات تخريبية واغتيالات و كمائن) استهدفت أفراد الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن. كما شاركا مع عبد الرزاق ''البارا'' في الكمين الذي نصب بمنطقة إليزي لأصحاب الشركات التي تعمل بالصحراء أسفر عن احتجاز عدة رعايا أجانب والاستيلاء على أجهزة توجيه ومبالغ مالية بالأورو، وكذا في العملية التي استهدفت القوات الخاصة سنة .2004 وشارك المتهمون أيضا في عدة عمليات لطلب الفدية وشراء أسلحة وكذا في عملية الهروب من سجن تازولت الذي فر منه قرابة 1200 سجين سنة .1994