كان عشاق الفن السابع، على موعد مع العرض الشرفي للفيلم الوثائقي ''تلمسان.. المسجد الكبير'' للمخرج محمد حويدق، مساء أول أمس، بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، والذي ألقى الضوء على أحد جواهر العمران بالمغرب الإسلامي والأندلس. نقل الفيلم الوثائقي ''تلمسان.. المسجد الكبير'' للمخرج محمد حويدق، أول أمس، جملة من الشهادات التاريخية لمؤرخين ومختصين في الآثار من جامعة تلمسان، حيث سافر الجمهور الذي أقبل على دار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، لمدة50 دقيقة من الزمن، بين تاريخ الجامع الأعظم، الذي بناه السلطان يوسف المريني، في القرن الحادي عشر ميلادي. وحاول العمل الذي أبرز البعد الفني للجامع، تصوير تعاقب الحضارات على مدينة تلمسان، ومدى تأثير ذلك على المسجد الذي ظل مركز المدينة، والأهم لدى ملوك وسلاطين الموحدين، ثم الزيانيين وما عرفه من توسيعات وزخرفات فريدة من نوعها، ومشابهة في أغلب الأحيان لجواهر الفن المعماري، بشواهد الحضارة الإسلامية بالأندلس. وجاء في إحدى الشهادات التي حملها الفيلم الوثائقي، أن محراب الجامع لا يضاهيه في الجمال، والأبعاد الزخرفية، والنقوش، وكذا في الأشكال الهندسية، في كامل بلدان العالم الإسلامي، سوى محراب مسجد قرطبة بالأندلس. وكشف العمل الوثائقي مدى ارتباط أمراء تلمسان وملوكها، بالجامع العامر منذ عشرة قرون، مدونين أسماءهم على جدرانه، عدا السلطان يغمراسن بن زيان، الذي فضل كتابة عبارة ''الله أكبر'' باللغة الأمازيغية.. ''ياسنت ربي''.. بدل كتابة اسمه، مع العلم أن المسجد عرف أهم التطورات من الناحية العمرانية في العهد الزياني. وانتقل المخرج في تسلسل تاريخي غير متزن، إلى الحقبة الاستعمارية، وما عاشه المسجد الكبير من أحداث، بداية بقصف مئذنته من قبل السفاح الفرنسي كافينياك، الذي كان محاصرا من طرف جنود الأمير عبد القادر بقلعة المشور، إلى فتوى القاضي شلبي الشهيرة سنة ,1911 والتي قرأها الشيخ بن يلس بالجامع الكبير، وعقبتها هجرة التلمسانيين إلى المشرق والمغرب، بعد تحريم الفتوى للتجنيد في صفوف جيش فرنسا. كما صور الفيلم الوثائقي، جريمة فرنسا في اغتيال الإمام الشهيد جلول بن عصمان داخل المسجد، في الرابع من شهر جوان سنة ,1957 برصاص جنود الاحتلال.