تابع عشاق الفن السابع، أمسية أول أمس، العرض الشرفي للفيلم الوثائقي ''قدور بن عاشور الزرهوني'' لمحمد نزيم قايدي، بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، الذي نقل بالصورة شهادات حية حول الرجل، وتأثره بكبار شيوخ الطرق الصوفية، كما ألقى الضوء على الجانب الفني من حياته. افتتحت التظاهرة السينمائية، في إطار فعاليات ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ,''2011 أول أمس، بأول عرض شرفي للفيلم الوثائقي ''قدور بن عاشور الزرهوني'' لنزيم قايدي، تأليف وسيناريو عبد الوهاب بن منصور، الذي نقل المحطات الحياتية لشاعر الملحون والمتصوف الشيخ قدور، المولود عام 1850 بأحد الأحياء الشعبية العتيقة لندرومة بتلمسان، والمتوفى في .1938 ونقلت عدسات الكاميرا قصة الشيخ قدور بن عاشور في صباه بعد أن رفض العودة للكتّاب، بعد أن سرق قرينه ابن شيخ الجامع لوحته لحفظ القرآن الكريم، ما يدل على شخصيته الثائرة منذ طفولته، إضافة إلى تعلقه بضريح سيدي البجائي، أحد رفاق عبد المؤمن بن علي الكومي، مؤسس الدولة الموحدية، ثم تأثره بالشيخ مصطفى بن عمر الذي أثرت وفاته في مسار بن عاشور الشعري والصوفي، فجنح بعد وفاة شيخه إلى ترك الغناء والتفرغ لكتابة الشعر. كما أتت جملة من الشهادات الحية في الفيلم الوثائقي، فضلا عن شهادة الوزير الأسبق محمد بن عمر زرهوني، الذي كشف أن الشيخ خلّف وراءه أكثر من 3000 قصيدة، لم يتم جمع سوى 200 منها. ونقل العمل الذي ارتكز على جمالية الصورة، في 50 دقيقة من الزمن، تلك العلاقة التاريخية التي جمعت ما بين الشيخ قدور بن عاشور ومحمد بن يلس، مؤسس الطريقة الشاذلية بالعاصمة السورية دمشق، والذي هاجر من تلمسان سنة 1911 بعد فتواه الشهيرة بجامع تلمسان الأعظم، التي حرّم فيها التجنيد في صفوف جيش الاستعمار الفرنسي، حيث حاول كاتب السيناريو تفنيد رسالة كتبها وشاة حاولوا تعكير العلاقة بين الرجلين، وفق شهادات لمريدي من زاوية النمامشة بتلمسان. وألقى الفيلم الوثائقي الضوء على البعد الفني لشخصية الشيخ، وبعض الأسماء التي تأثرت به وأدت قصائده، بدءا من ''ولفي مريم'' للحاج محمد العنقى، التي أداها بعده الشيخ محمد الغافور الذي صنع مجده الفني بأدائه لقصائد بن عاشور الشعرية، فاستغرب الحضور الذي تابع العرض غياب شهادة حية للغافور في العمل، باستثناء صورة للرجل باللونين الأبيض والأسود. وقال المخرج قايدي في تصريح ل''الخبر''، إنه قد تحمّل مسؤولية كبيرة لإنجاز عمل حول شخصية قدور بن عاشور الزرهوني الندرومي، مردفا ''وأرى أنني نجحت في إبراز شخصية شعرية صوفية بالصورة، بعد أن ظلت الكثير من جوانبها مخفية لدى الجزائريين''.