مجلة ألمانية: القذافي وافق على وقف إطلاق النار دون الرحيل اعترف الأمين العام للناتو، أندرس فوغ راسموسن، أمس، بفشل ''الحل العسكري'' في ليبيا. ففي إجابة عن سؤال: ''هل يمكن الفوز بالحرب بدون إرسال قوات برية؟'' طرحته عليه مجلة ''دير شبيغل'' الألمانية، أجاب: ''الجواب الصريح على السؤال هو أن لا وجود لحل عسكري لهذه الأزمة. نحن في حاجة إلى حل سياسي وهذا شأن الليبيين فليعملوا في هذا الاتجاه''. وفي نهاية المطاف، يضيف راسموسن، ''على الأممالمتحدة مساعدة ليبيا على إيجاد حل سياسي للأزمة''. مؤكدا على ''وحدة التراب الليبي'' والتزام الحلف بنص اللائحة 1973، لا أكثر ولا أقل، كما قال. يرتقب أن يصل وفد هام يقوده جاكوب زوما، اليوم الأحد، إلى طرابلس. يرافق رئيس جنوب إفريقيا نظراؤه في كل من الكونغو ومالي وموريتانيا وأوغندا لإقناع العقيد القذافي بالوقف الفوري لإطلاق النار. ويتزامن المسعى مع رفض قاطع للثوار مبدأ وقف إطلاق النار يُمكّن القذافي أو أبناءه من البقاء في الحكم. حيث قالوا، موجهين خطابهم للوفد الإفريقي، ''إذا فكرتم في مرحلة انتقالية يقودها القذافي أو أبناؤه عليكم أن تتجهوا إلى مصراتة، أين تغتصب النساء والأطفال وقولوا لهم ذلك''. وينتظر أن تجمع قمة الدوحة في 13 أفريل المقبل ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والناتو. فيما أعلنت الجامعة العربية عن اجتماع آخر يعقد في اليوم الموالي، 14 أفريل، بالعاصمة المصرية القاهرة، يحضره الأمين العام للأمم المتحدة، بان كيمون، ورئيسة الدبلوماسية الأوروبية، كاثرين أشتون. وهي في مجموعها مساع تضاف إلى تلك التي تقدمت بها تركيا، من أجل ربط خيوط الحوار بين الإخوة الأعداء. وترافقها مبادرة أخرى ''عسكرية إنسانية'' ستطلقها أوروبا لإيصال المعونات لمصراتة المحاصرة منذ شهر ونصف. ويبدو أن الخلاف تعمق بين الناتو والولاياتالمتحدة في كيفية إدارة الحرب على ليبيا، فأمام استحالة الإطاحة بالقذافي في وقت وجيز، بدأت يوميات الحرب تستقر. وينتظر أن تتخذ ''مجموعة الاتصال'' بالدوحة جملة من القرارات لتفادي الأخطاء التي ارتكبت. وفي هذه الأثناء يعمل وزراء خارجية أوروبا على عقد لقاء مع ممثل عن المجلس الانتقالي الليبي لتقييم الوضع. من جهتها لم تتخذ إيطاليا التي فتحت قواعدها للحلفاء في فرض الحظر الجوي على ليبيا قرار المشاركة في الحرب من عدمها، حسب تصريح وزيرها للدفاع إغناتسو لاروسا. حيث قال إنه سيلتقي، يومي الإثنين والثلاثاء، بنظيريه البريطاني والفرنسي حتى يعرف تحديدا ماذا ينتظران من إيطاليا. لكنه يفضل أن تقدم إيطاليا الدعم دون المشاركة في عمليات القصف، على غرار الولاياتالمتحدة التي انسحبت من جبهة القتال. وهنا يشار إلى أن إيطاليا وعدت الثوار بمساعدات مالية لكنها رفضت تزويدهم بالسلاح. ومن واشنطن، أعلنت الخزينة الأمريكية عقوبات اقتصادية على النظام الليبي تم توسيعها إلى خمس شخصيات أخرى من حاشية القذافي ومؤسستين خيريتين تابعتين لعائلة القذافي. وفي سياق ذي صلة، نقلت مجلة ''فوكوس'' الألمانية خبرا عن اجتماع رفيع المستوى تم بطرابلس، شارك فيه منسق الاستخبارات الألماني السابق، بيرند شميدباور، مع مسؤولين ليبيين. وصرح هذا الأخير للمجلة أن الزعيم الليبي ونجله سيف الإسلام وافقا على وقف إطلاق النار تحت مراقبة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي لكنه يرفض مغادرة البلاد. وذكر نفس المصدر أن طرابلس تعد دستورا جديدا. لكن الناطقة باسم الخارجية الألمانية قالت إن شميدباور تصرف بدون تكليف من الحكومة. ويشار إلى أن هذا الأخير كان وزيرا مكلفا بتنسيق الاستخبارات في عهد المستشار هلموت كول.