استمرت، يوم أمس، الحركة الاحتجاجية في مدينة بانياس بشكل أعنف بالرغم من مواصلة الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية محاصرتها، وقد سُمعت، حسب روايات لشهود عيان، أصوات كثيفة للرصاص، كما واصلت نفس الأجهزة محاصرة بلدة البيضا واقتحام مساكنها وتجميع سكانها في الساحات العمومية واعتقال بعضهم. مقابل هذا خرج الآلاف من المواطنين السوريين إلى شوارع درعا وتدمر ومدن أخرى، تضامنا مع سكان بانياس والبيضاء وبين جناد ومطالبين بالإفراج عن معتقلي المظاهرات. وضمن هذه الحركة الاحتجاجية نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشطين ميدانيين وعن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان في سوريا السيد رامي عبد الرحمن، أن عددا معتبرا من النساء قطعن الطريق الساحلي السريع في سوريا بين مدينتي بانياس وطرطوس، مطالبات بالإفراج عن أبنائهن النشطاء الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية السورية في الاضطرابات التي هزت خلال الأيام الأخيرة قرية البيضا التي ما زالت محاصرة. وفي هذا الشأن أكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان في سوريا في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الفرنسية أن ''أكثر من خمسة آلاف سيدة ينحدرن من قرية البيضا الواقعة بريف مدينة بانياس والقرى المجاورة لها، اعتصمن على الطريق العام بين بانياس وطرطوس''. وقال بأن المعتصمات طالبن بإطلاق سراح المعتقلين الذين اعتقلوا يوم أول أمس الثلاثاء في الحملة الأمنية التي شنتها القوات السورية في البلدة والقرى المجاورة لها تضامنا مع مدينة بانياس المحاصرة''، منذ يومين، وأكد أن عدد المعتقلين في حملة مداهمة يوم الثلاثاء الأخير قد بلغ مائة وخمسين معتقلا كلهم من قرية البيضا وحدها. للتذكير حوصرت قرية البيضا يوم أول أمس الثلاثاء، قبل تعرض مساكنها لمداهمات قيل أن الهدف منها كان اعتقال الفاعلين الذين نشطوا انتفاضة المدينة، وحسب روايات من عين المكان، فقد سمع إطلاق مكثف لإطلاق الرصاص دون أن تتضح مخلفاته، باستثناء حديث عن إصابة خمسة سكان بجروح. التلفزيون السوري يتهم النائب جمال الجراح بتمويل خلايا إرهابية والجراح ينفي قدم التلفزيون السوري الرسمي اعترافات ثلاثة أشخاص قالوا إنهم تلقوا أموالاً تفوق التوقعات من جهات خارجية، لتأجيج الحركة الاحتجاجية التي عرفتها خلال الأسابيع الأخيرة الكثير من المدن السورية. وذكر هؤلاء الموقوفون اسم برلماني كتلة المستقبل التي يتزعمها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وهذا النائب يدعى جمال الجراح، وحتى يتمكن هؤلاء من القيام بما طُلب منهم عرض التلفزيون السوري الرسمي أسلحة فردية قناصة ومسدسات وقنابل يدوية وهواتف نقالة متطورة جداً تعمل على شبكة الثريا كانت بحوزتهم. لكن مقابل هذا نفى النائب اللبناني المذكور التهم الموجهة إليه والتي يقصد منها الإساءة لتياره الذي يرفض التدخل في الشأن السوري الداخلي، لأنه، أي تيار المستقبل، ليس له القدرة ولا الرغبة بالتدخل في سوريا.