شهد مقر الحركة الديمقراطية الاجتماعية، الواقع بحي عدة بن عودة ''بلاتو'' سابقا، وسط مدينة وهران، زوال أمس، تجمّع عدد كبير من المناضلين والمواطنين، إثر انتشار خبر العثور على جثة الأستاذ كرومي أحمد، المفقود منذ 19 أفريل الماضي، من طرف أحد الرفقاء قصد المقر ليتفاجأ بالفقيد ملقى على الأرض. سارع المعني إلى إخبار مصالح الأمن وزملائه، حيث تنقلت مصالح الأمن والشرطة العلمية لمعاينة الجثة ومكان الجريمة بحضور وكيل الجمهورية لدى محكمة وهران. وأفادت مصادرنا بأن الضحية توفي متأثرا بطعنات خنجر في مختلف أجزاء الجسم. وهو ما أكدته زوجة الفقيد التي صرخت بعد رؤيتها للجثة: ''لم يمت بصفة عادية لقد ضربوه بالخنجر''، طالبة من المصوّرين التقاط صور لجثة المرحوم في سيارة الإسعاف التابعة للحماية المدنية. وأضافت: ''زوجي شهيد لأنه ناضل من أجل مبادئه حتى آخر رمق''. وتساءلت: ''في بلادنا لا يوجد أمن، لو قاموا بعملهم في التوقيت المناسب لكان بإمكان العثور عليه حيا''. وتكتنف القضية عدة زوايا ظل، كلغز اكتشاف باب المقر مغلقا بالمفتاح، وهو دليل على أن الأشخاص الذين اقترفوا الجريمة قاموا بغلق المكتب من الخارج. ويشكل اختفاء سيارة المرحوم ''بيجو ''206 سوداء اللون، لغزا آخر يمكن أن يساعد المحققين في التحري عن دوافع الجريمة. من جهته، طالب السعيد كاتب، مسؤول فيدرالية الأمدياس بوهران، السلطات العمومية بكشف ملابسات القضية، مؤكدا: ''نحن مجندون لغاية ظهور الحقيقة''. وأشاد المتحدث بنضالات المرحوم الذي انخرط في صفوف حزب الطليعة الاشتراكية ''باكس'' منذ الثمانينات. وشارك الفقيد في كل المبادرات السياسية من أجل إحلال الديمقراطية في الجزائر. اشتغل لسنوات كأستاذ فلسفة في الثانوي، قبل أن يلتحق بالتدريس بالجامعة بمعهد علوم الإعلام والاتصال بوهران وباحث في مركز الأبحاث في الأنتربولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران. وكان الفقيد ساعات قبل اختفائه بصدد التحضير لملتقى بجامعة وهران.