فصلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء فالمة، في قضية جريمة القتل التي شهدتها مدينة سدراتة في ولاية سوق أهراس قبل حوالي 9 سنوات، حيث عثر على جثة الضحية ''ق.م''، 43 سنة، مكبّلة وعليها آثار عنف داخل مقر سكناه. وبانطلاق التحقيق، حامت الشكوك حول إمكانية تورط أشخاص من محيط العائلة في هذه الجريمة، التي حدثت ليلا وفي غياب الزوجة التي تحولت رفقة أبنائها لحفل زفاف. غير أن الشكوك سرعان ما تبدّدت، بعدما تبيّن أن الضحية قضى سهرة مع رفقاء السوء تعاطوا خلالها الخمر والمخدرات، قبل أن تسوّل نفسه للمتهم الرئيسي ''ب.ف''، 40 سنة، وهو من معارفه، الانتقام منه بسبب أحقاد قديمة بينهما. وكشف التحقيق أن المتهم استغل انفراده بالضحية وحالة السكر التي كان عليها، فعمد إلى تعنيفه مستعينا بقاصرين كانا برفقته لشلّ حركة الضحية وتكبيله من اليدين والرجلين، وتولى المتهم طعنه طعنة بسكين أردته قتيلا. وقبل أن يغادروا مسرح الجريمة، حاول المتهمون إبعاد الشبهة عنهم، فنقلوا الجثة إلى غرفة النوم وطرحوها هناك على الفراش للإيهام بأن الزوجة وراء العملية، وانصرف هؤلاء في الصباح الباكر، بعد أن غنموا مقدارا معتبرا من أموال وثياب الضحية. وبعودة الزوجة إلى مقر سكنها، اكتشفت ما حلّ بزوجها، ودلت التحقيق على من تشتبه في تورطهم في جريمة القتل، الأمر الذي مكّن من توقيف المتهم الرئيسي والقاصرين، فسجلوا اعترافهم بأطوار الجريمة على النحو السالف الذكر، ملاحظين أنهم كانوا تحت تأثير المخدرات، لتتم متابعة المتهم الرئيسي بما نسب إليه، وصدر في حقه قرار الإدانة ب15 سنة سجنا نافذا وغرامة تعويضية بمبلغ 80 مليون سنتيم.