نقل وزير الخارجية، مراد مدلسي، لمكتب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مضمون ''الإصلاحات السياسية'' التي كلف الرئيس بوتفليقة الحكومة بتنفيذها. وطلبت واشنطن من الجزائر بعد رفعها حالة الطوارئ إجراءات أخرى أكثر عمقا، وطلب مدلسي من الأمريكيين الضغط لصالح ''وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا''. عرض وزير الخارجية، مراد مدلسي، على المستشار الخاص للرئيس الأمريكي للأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب، جون برينان، مضمون الإصلاحات السياسية التي تباشرها الجزائر منذ أسابيع، وتحاول الخارجية كسب تزكية من واشنطن التي ينظر إليها ''الحكم الدولي'' إزاء ديمقراطيات العالم، وكانت الجزائر احتجت على ''التدخل في الشأن الداخلي'' مؤخرا فقط لما وردت إشارات سلبية من الخارجية الأمريكية إزاء حقوق الإنسان في البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، عن مستشار أوباما أن بلاده ''تشيد بجهود الجزائر المتواصلة في مجال الإصلاحات من أجل الاستجابة لتطلعات الشعب الجزائري''، خلال لقائه أول أمس بواشنطن مع وزير الخارجية مراد مدلسي الذي يجري زيارة بدعوة من كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون، عرض فيها مدلسي مضمون برنامج الإصلاحات الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية يوم 15 أفريل الماضي. لكن مراد مدلسي لفت انتباه مستشار الرئيس الأمريكي للوضع المقلق في الساحل، وفقا لتقييم حديث عن الاجتماع الاستثنائي لمجلس قادة الأركان لشبه منطقة الساحل، الذي عقد الأسبوع الماضي ببماكو، وحول هذه النقطة أكد مدلسي أن الشراكة بين البلدان الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة والولاياتالمتحدة أو بلدان أخرى شريكة يجب أن تقوم على التكوين وتقاسم المعلومات والتموين بالتجهيزات. وبدا أن الجزائر، توجهت مباشرة إلى ''مركز صنع القرار'' بخصوص الوضع بليبيا من أجل تسويق فكرة وقف إطلاق النار، فشرح وزير الخارجية ''خارطة الطريق'' التي اقترحها الاتحاد الإفريقي قصد إيجاد مخرج سلمي للنزاع من خلال الوقف الفوري لكل هذه المواجهات ونقل المساعدة الإنسانية وفتح الحوار بين النظام والمعارضة. كما اجتمع مدلسي، خلال اليوم الأول من زيارته إلى واشنطن، مع مساعد كاتبة الدولة للشؤون الخارجية من أجل الشؤون السياسية، ويليام بارنز. وأشار بارنز إلى ''التعاون الثنائي ذي النوعية بكل جوانبه بين الولاياتالمتحدةوالجزائر''، مشيدا ''بالتزام الجزائر في مسعى إرادي في مجال الإصلاحات''. وفي تطرقه إلى الوضع في ليبيا قال مدلسي لبارنز إن الجزائر امتثلت ''تماما'' للائحتي مجلس الأمن 1970 و1973، موضحا أن البلد يندرج في مسعى الاتحاد الإفريقي، مؤكدا على أهمية الحفاظ على وحدة ليبيا. وشدد على أهمية وقف إطلاق النار بليبيا، بالإضافة إلى وضع آلية مراقبة وتحديد معالم حوار سياسي جامع بين الأطراف الليبية. كما اجتمع بمنسق مكافحة الإرهاب بكاتب الدولة الأمريكية، دانيال بنجامين، وأبلغه مخاوف من انعكاسات الأزمة الليبية على المنطقة، خاصة منطقة الساحل، من خلال ''تنقل الأسلحة والأموال والأفكار الإديولوجية''. ورد بنجامين أنه يقدّر الجهود التي باشرتها الجزائر على مستوى منطقة الساحل من أجل مكافحة هذه الآفة.