كشفت إذاعة ألمانية تُدعى ''د. راديو'' مساء أول أمس عن خبر مفاده أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر، قد أشعر رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم جوزيف سيب بلاتير، أن مواطنه محمد بن همام رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم، سينسحب من الترشّح لرئاسة الفيفا، مقابل تعهّد السويسري بعدم إعادة التصويت الخاص بمونديال 2022 الذي ظفرت به دولة قطر. الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية هذه الساعات، أثار دهشة الوسط الرياضي برمته، باعتبار أنه جاء ساعات فقط، بعد تصريح رئيس الفيفا بلاتير، الذي لم يستبعد إمكانية إعادة التصويت الخاص بتنظيم كأس العالم لسنة 2022، في حالة وجود أدلة تورّط القطريين في فضيحة الرشوة التي كشفت عنها صحيفة ''الصانداي تايمز'' الإنجليزية، بشأن تلقيّ عضوين من الفيفا رشاوى بقيمة 5,1 مليون دولار، للتصويت لفائدة قطر، وهما رئيس الكاف عيسى حياتو وعضو اللجنة التنفيذية للفيفا الإيفواري جاك أنوما. علما أن الأمين العام للفيفا جيروم فالك أُسندت له مهمة التحقيق في هذا الموضوع. وبالرغم من أن المترشح القطري محمد بن همام لم يفنّد لحد كتابة هذه الأسطر خبر انسحابه من سباق ترأّس الهيئة الكروية العاليمة مكتفيا بتفنيد مزاعم الإنجليز عبر بيان للاتحاد القطري، إلا أن كل المؤشرات توحي أن بن همام صاحب ال62 عاما، سيرمي في الساعات القليلة القادمة المنشفة لترك المجال أمام غريمه بلاتير لقيادة الفيفا لعهدة رابعة أخرى وهو في عامه ال.75 أصوات أسيوية لفائدة السويسري من بين المؤشرات التي ستدفع حسب المتتبعين بن همام لسحب ترشحه، هو انقلاب العديد من الاتحاديات ضده حتى المقربين منه، ونقصد بهم الاتحاديات التابعة للاتحاد الأسيوي الذي يرأسه بن همام، كما هو الحال بالنسبة للاتحاد الياباني، باعتبار أن رئيس هذا الأخير عبّر عن مساندته لبلاتير، مقابل تثبيت الفيفا لقرارها بمنح تنظيم كأس العالم للأندية القادمة لليابان، رغم الهزة العنيفة التي ضربت مؤخرا هذا البلد والتي انتهت بتسونامي أتى على الأخضر واليابس في بلد ''النيبون''. بلاتير لم ينتظر طويلا لردّ جميل اليابانيين، حيث أعلن مساء أول أمس في زيارته لليابان أن الفيفا لا تنوي نزع تظاهرة كأس العالم للأندية من اليابان، مؤكدا أن الفيفا عازمة على مساعدة الاتحاد الياباني مستقبلا. اليابان ليست البلد الوحيد الذي انقلب على بن همام في آسيا، بل هناك أيضا الاتحاد الأردني الذي لن يصوّت يوم 1 جوان القادم بمدينة زوريخ السويسرية إلا على بلاتير، باعتبار أن هذا الأخير كان وراء انتزاع الأمير الأردني علي بن الحسين (المتزوّج من جزائرية)، من القارة الأسيوية، على عضوية في الفيفا، بعد أن أزاح من طريقه الكوري الجنوبي المخضرم تشونج مونغ جون، الذي كان مدعّما من قبل قطر آنذاك في الانتخابات. خرجة مصريّة تثير الغرابة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وبالرغم من أن أعضاء مكتبها التنفيذي قد صوّتوا بالاجماع على دعم المترشح بلاتير، إلا أن القطري بن همام كان يأمل في كسب بعض أصوات الاتحاديات المنضوية فيها، غير أن خيبته كانت كبيرة مؤخرا، بعد أن تراجع الاتحاد المصري عن موقفه، فبعد أن أبدى الرئيس سمير زاهر في بيان أصدره الاتحاد المصري تفاجأه لخرجة الكاف عندما أعلنت عن مساندتها للفيفا، ها هو يتراجع، بدليل أنه أكد في بيان ثان بعد مرور أربعة أيام من البيان الأول، أن صوت بلاده الرسمي في انتخابات رئاسة الاتحادية الدولية لم يحدد حتى الآن، مشيرا إلى أنه في انتظار قرار الجهات العليا بهذا الخصوص، والمتمثلة في المجلس العسكري الذي يحكم البلاد حاليا والمجلس القومي للرياضة. هذا التراجع في الموقف، فسرته مصادر مقربة من هذا الموضوع، باقتناع الاتحاد المصري أن بن همام لن يكون بمقدوره مزاحمة بلاتير. نقطة أخرى قد تدفع بن همام إلى إعلان انسحابه قبل الموعد الرسمي، هو تيقّنه أن غريمه السويسري الذي سبق له وأن فاز عام 1998، على السويدي ليونارت جوهانسون، وفي 2002 على الكاميروني عيسى حياتو، يملك مساندة أكثر من 62 صوتا مضمونا ( 51 صوتا من بين 53 صوتا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي يرأسه ميشال بلاتيني، إذا استثنيا طبعا إنجلترا، إسبانيا وكذا 12 صوتا من من الكونفدرالية الأمريكية الجنوبية)، هذا ناهيك عن بعض الأصوات من هنا وهناك، لا سيما أصوات الكونككاف والتي عددها 35 صوتا وكونفدرالية أوسيانيا الممثلة ب12 صوتا. كل هذه المعطيات، بالإضافة إلى فضيحة الرشوة، ستعجّل حتما إلى رمي القطري محمد بن همام منشفة الاستسلام، حتى لا تذهب مجهودات وأموال بلده التي وظفتها وصرفتها لنيل شرف تنتظيم مونديال 2022 هباء منثورا. للإشارة، فإن عدد أصوات الاتحاديات المعنية بالتصويت يوم 01 جوان بمدينة زوريخ السويسرية يصل إلى 208 صوتا موزعة كما يلي: الاتحاد الأوروبي (53 صوتا)، الاتحاد الأسيوي (46 صوتا)، الكونفدرالية الإفريقية (53 صوتا)، الكونككاف (35 صوتا)، كونفدرالية أوسيانيا (12صوتا)، كونفدرالية أمريكا الجنوبية(12 صوتا). روراوة ومبدأ '' عدم الإنحياز'' وإذا كان الاتحاد المصري قد تحرّك إزاء هذه الزوبعة، حتى وإن كانت تحركاته قد أخلطت الأوراق، فإنه بالمقابل لا أثر للاتحادية الجزائرية لكرة القدم في هذه القضية، رغم أن رئيس الفاف محمد روراوة ''أحبَّ أم كره'' يوجد حاليا بين المطرقة والسندان، باعتبار أن الطرف القطري ساهم في وصول ممثل الكرة الجزائرية إلى اللجنة التنفيذية للفيفا، وحتى السويسري بلاتير لم يعارض الفكرة وسعى هو أيضا لفوز روراوة بعضوية في مجلس الأمن ''الكروي''. بقاء رئيس الفاف روراوة صامتا ومطبّقا لمبدأ ''عدم الإنحياز''، هو موقف في حد ذاته بالنسبة للمترشحين، خاصة وأن روراوة يُحسب على جماعة الكاميروني عيسى حياتو، بحكم الموقع الجغرافي للجزائر، وبيان الكاف قد يعكّر صفو علاقة الرجل الأول في الفاف مع القطري بن همام.