يرى رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان السورية، السيد أكثم نعيسة، أن نقطتين هامتين وردتا في خطاب الرئيس بشار الأسد، الأولى اعترافه بوجود أزمة سياسية في البلد، وفي هذا تجاوز لموقف كان يتبناه النظام وهو أن الأوضاع في سوريا على ما يرام. ويذكر السيد أكثم أن عناصر ''الشبيحة'' هاجموه منذ أربعة أشهر وحاولوا إطلاق الرصاص على بيته باللاذقية لأنه تجرأ وقال بأن سوريا تعيش أزمة سياسية، أما ثاني النقاط التي أثارها الأسد وتتطلب التوقف، فهي أن لا حل للأزمة المعيشة إلا بالحوار.. ودون هذا لم يخرج الخطاب عن الوعود التي سبق وأن قيلت. ثم يضيف محدثنا قائلا بأنه لم يسمع برنامجا متكاملا عن إصلاحات جذرية كما يروج رجالات النظام بمن فيهم الأسد نسفه، وحتى الوعود التي تحدث عنها سبق له أن وعد بها، أو أعلن عنها وبقيت مجرد كلام، مثل رفع حالة الطوارئ أو العفو عن المدانين والموقوفين بسبب مواقفهم السياسية، وهو -يقول محدثنا- بأنه شخصيا ممنوع من السفر، وحدث أن زار الدائرة المختصة عدة مرات على أمل أن يمنح جواز سفر، غير أنه سمع من مستقبليه ''من قال لك مثل الكلام الذي تتحدث به وعنه فهو كاذب، والذين قالوا لي مثل هذا الكلام سمعوا بكل تأكيد رئيس الجهورية وهو يتحدث عن رفعه لحالة الطوارئ وعن عفوه عن ''المتهمين'' سياسيا. أما عما إذا كان الخطاب سيطمئن النفوس وينهي حالة التوتر، فيقول رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان السورية، بأن الشارع هو الذي سيجيب، وإن كان يرى الخطاب لن يغير من واقع الحال شيئا ولن يهدأ النفوس، لأنه لم يحمل أي تطمين، بل واصل الحديث عن المؤامرة والمندسين والمخربين، وقد كان منتظرا تجاوز مثل هذا الكلام الذي لن ينفع في شيء. محدثنا قال بأنه كان منتظرا من الرئيس الأسد كلمة طيبة تجاه المحتجين وليس اتهامهم بمثل النعوت التي وردت في خطابه الأخير، خاصة وأنهم بحركتهم الاحتجاجبة يعبرون عن معاناتهم وعن أوضاعهم التي اًصبحت لا تطاق. السيد أكثم نعيسة تأسف لعدم حمل الخطاب أي إيحاء واضح تجاه تجاوز المرحلة وإحداث قطيعة مع الماضي، أما الوعود فتبقى مجرد وعود لأن أي إصلاح أو قطيعة مع الماضي تتطلب آليات ووجوها جديدة، والرئيس الأسد الأسد يريد إصلاح الأوضاع بأدوات فاسدة، وعليه فمشروعه حتى وإن خلصت النيات سيفشل حتما.