لم يهدأ بال العائلات المقصاة من السكن الاجتماعي ببلدية حسين داي، حيث اعتصم، أمس، العشرات منها أمام مقر المقاطعة الإدارية لملاقاة الوالي المنتدب الذي طالبوه بإلغاء القائمة وفتح تحقيق، طالما تشوب شكوك حول أحقية العديد من المستفيدين في الحصول على السكن الاجتماعي. كادت الأمور تنفلت، ليلة أول أمس، بحي بروسات، خاصة بعد أن ثارت ثائرة من وجدوا أنفسهم خارج قائمة السكن الاجتماعي التي تم نشرها في نفس اليوم، حيث تدخلت مصالح الأمن لتهدئة الشباب وإزالة المتاريس، وتعهد ضباط الشرطة حينها بإيصال الغاضبين إلى غاية مكتب الوالي المنتدب لإسماعه انشغالاتهم. وفي صبيحة أمس، احتشدت العشرات من العائلات أمام مقر المقاطعة الإدارية لحسين داي، واستطاعوا الدخول إلى ساحة المقر، وقبعوا هناك مطالبين بلقاء الوالي المنتدب. هذا الأخير نزل إلى ساحة المقاطعة الإدارية وتعهد بالنظر في الطعون التي ستقدم. ولم تكتف العائلات المعتصمة بهذا بل طالبت بإلغاء القائمة وفتح تحقيق موضوعي حول استفادة أشخاص ممن وصفوهم ب''أصحاب الشكارة'' من سكنات ''الزوالية''. وفي بوروبة، فجرت قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية، المعلن عنها أمس، الوضع بالمنطقة، حيث خرج السكان إلى الشارع وأضرموا النيران في العجلات وقطعوا الطريق المؤدي إلى الحراش. وتحولت بوروبة إلى مدينة سوداء بسبب الدخان الأسود الذي غزا المنطقة، خاصة الطريق المحاذي للبلدية، حيث قام السكان بقطعه بواسطة قطع الآجر التي عرضت حياة الراجلين وأصحاب السيارات إلى الخطر، بعد رميها من أعالي بناية في طور الإنجاز بجانب مقر البلدية، لتوضع فوقها بعد ذلك العجلات التي تم إحراقها. كما قام أحدهم بمحاولة انتحار بواسطة سكين، إلا أن المحتجين حالوا دون ذلك. وفي حي كالمة ببلدية الشرافة خرج العشرات من المواطنين احتجاجا على انقطاع المياه، وأغلقوا الطريق الرئيسي الرابط بين بوشاوي والشرافة، قبل أن تفرقهم قوات الأمن.