قال الشريف الأدرع، إن اهتمامات محمد ديب، لم تنحصر في مجال الرواية، بدليل أنه كان ناقدا مسرحيا، ومتابعا له. معتبرا أن صاحب ''الدار الكبيرة'' لم يهتم بالمسرح من زاوية انتقائية لا بالمعنى الأيديولوجي أو الثقافي أو اللغوي، ولم تكن متابعاته متحيزة لا للهواة ولا لمحترفي فرقة الأوبرا للمسرح ذو التعبير العربي. يكشف الأدرع في كتابه الجديد الصادر عن منشورات مقامات، بعنوان ''كتابات في المسرح''، أن محمد ديب ''تابع نشاط مصطفى كاتب المسرحي سواء مع فرقة الأوبرا أو مع فرقته الهاوية ''المسرح الجزائري''، وهو الذي يصنف عادة مع قوى اليسار. ويتابع أو يمدح مسرحيين معروفين بانتمائهم للتيار الوطني''. وأضاف الأدرع في تصريح ل ''الخبر'' بمناسبة صدور كتابه الذي ضم مقالات محمد ديب المسرحية في ترجمة عربية مع النص الأصلي: ''كما توقف محمد ديب عند أعمال ''الكوكب التمثيلي ومسرح شباح المكي الأوراسي المناضل الشيوعي، وعضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ويحيي جهوده لخلق مسرح من النوع الملحمي وبالعربية الفصحى. وكذلك حظي مسرح محمد الطاهر فضلاء بالفصحى بتقدير ديب وتثمينه''. وتشهد هذه الرؤية المسرحية المركبة التي كانت عند محمد ديب، حسب الشريف الأدرع، على العناية الخاصة التي حظي بها كل ما يحمل ملمحا من ملامح ''التأسيس لمسرح وطني جزائري''، حسب ما كان يرى ديب في الخمسينات.