أجهضت قوات مكافحة الشغب، أمس، مسيرة تنسيقية العلوم الطبية انطلاقا من المركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا نحو مقر رئاسة الجمهورية، أصيب فيها 11 طالبا من الصيدلة وجراحة الأسنان بجروح بسبب ''الضرب'' الذي تعرضوا له داخل المستشفى. حاصرت قوات مكافحة الشغب منذ الساعات الأولى للصباح، محيط المستشفى الجامعي مصطفى باشا وساحة أول ماي، وتم فرض تعزيزات أمنية من خلال تكثيف الشاحنات والمركبات، من أجل منع المسيرة الوطنية التي كانت تهدف إلى الضغط على الوصاية من أجل تجسيد وعودها لطلبة الصيدلة وجراحة الأسنان والطب. كانت الساعة تشير إلى حدود الحادية عشر صباحا عندما تجمع حوالي 800 طالب صيدلة وجراحة أسنان والطب وعدد من الأطباء المقيمين القادمين من 11 كلية للعلوم الطبية عبر الوطن تضامنا معهم، حاملين اللافتات وهم يرتدون المآزر البيضاء. وأمام إصرار المحتجين على الخروج واقتحام الطريق للسير إما نحو رئاسة الجمهورية أو مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، عاد الطلبة أدراجهم نحو بوابة الاستعجالات الجراحية، وهم يهتفون ''الصيدلي وجراح الأسنان يستغيثون''. وتدخلت قوات مكافحة الشغب مجددا لتطويق البوابة الرئيسية، وحاول الطلبة اختراق الحزام الأمني وفتح البوابة، لكن قوات الأمن أصرت على قمعهم وصدهم، وتوغل عدد من رجال الشرطة إلى داخل المستشفى وهم يضربون الطلبة بالعصي. وحولت التنسيقية مسيرة الشارع إلى مسيرة وتجمع داخل المستشفى وأمام مقر الإدارة، واستنكر المحتجون الطريقة التي تم بها التعامل مع مسيرتهم، واتهموا مدير المستشفى بالاستنجاد بقوات مكافحة الشغب حتى داخل هذه المؤسسة. واستقبل المدير ثلاثة ممثلين عنهم، لنقل انشغالهم. وأوضح ممثل طلبة جراحة الأسنان سليم حماش ل''الخبر''، بأنهم قرروا رفع شكوى ضد المديرية الولائية للأمن الوطني، بسبب التجاوزات التي وقعت، وانتهاك قوات مكافحة الشغب لحرم المستشفى الجامعي.