قال البروفيسور بن رضوان محمد، اختصاصي في الأمراض الجلدية والزهرية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، إنه بحكم تموقع الجزائر بمنطقة جغرافية كثيرة التعرّض لأشعة الشمس على مدى عدد كبير من أيام السنة، تصل بعض الأشعة، خاصة ما فوق البنفسجية، إلى جلد الإنسان، خاصة من لا يملك مظلة صبغية جلدية تقيه من هذه الأشعة، حيث يسبّب له ذلك أمراضا جلدية، ومنها داء الذئبة وسرطان الجلد. كثيرة هي أمراض الجلد التي لها علاقة بفصل الصيف، الذي يعرف ارتفاعا محسوسا في درجة الحرارة ببلادنا الجزائر. وعن هذه الفكرة، أوضح البروفيسور بن رضوان، في حديث ل''الخبر''، أن الجزائر تقع بمنطقة جغرافية كثيرة التعرّض لأشعة الشمس خلال عدد كبير من أيام السنة، ومنها أيام الشتاء، حيث تعرف بعض مناطقها الصحراوية، مثل عين صالح وإليزي، ارتفاعا في درجة الحرارة حتى خلال أيام الشتاء، مشيرا إلى أن أغلب تلك الأشعة تمتصها طبقة الأوزون التي تحافظ على الحياة على سطح الأرض، لكن يضيف محدثنا قائلا إن ''بعض تلك الأشعة، خاصة منها ما فوق البنفسجية، تصل إلى سطح الأرض وكذا إلى الإنسان. وبالتالي، فإذا ما تم تسجيل توازن بين ثلاثة عوامل وهي: كثافة الأشعة في المنطقة التي يعيش فيها الإنسان، ونوعية صبغة جلده، حيث لا يمكن لصاحب البشرة الشقراء أن يعيش في بيئة صحراوية معروفة بحرارتها لأنه لا يتحمل أشعتها، ليتمثل العامل الثالث في طبيعة المهنة التي يمارسها. فمثلا الفلاح الذي يكون لون بشرته داكنا، بإمكان صبغته الجلدية أن تحميه من انعكاسات أشعة الشمس، في حين لا يستطيع صاحب البشرة الفاتحة اللون أن يتحمل تلك الأشعة، لأنه لا يملك مظلة صبغية جلدية تقيه من مضاعفات الأشعة الشمسية. وعليه، فإذا اختل التوازن بين تلك العوامل الثلاثة، تظهر بعض الأعراض، مثل أعراض الأمراض الباطنية التي لا علاقة لها بأشعة الشمس، لكن تزداد حدتها بعد التعرض لها، مثل داء الذئبة، إلى جانب بعض الأمراض الجلدية، ومنها سرطان الجلد الذي يظهر بعد سنوات من التعرّض المتكرّر لهذه الأشعة. إضافة إلى هذه الأمراض، هناك أمراض تتسبّب فيها أشعة الشمس حسب المدة التي يتم خلالها التعرّض لهذه الأشعة. وعن هذه المسألة، يقول البروفيسور بن رضوان إن هناك فرقا بين من يتعرّض لمدة 05 دقائق لأشعة الشمس والذي يتعرّض لها لمدة 05 ساعات، مضيفا أن الأمر يبدأ باحمرار الجلد ليتطور إلى سرطانات جلدية. ويحذر محدثنا من بعض الأدوية التي تجعل أجسام متعاطيها قابلة لامتصاص الأشعة ما بعد البنفسجية بكثافة، ومن بينها: الأدوية المعالجة لداء ارتفاع الضغط الشرياني، الأدوية المضادة للفطريات وأدوية الأمراض العقلية، مشيرا إلى ضرورة تفادي هذه الأشعة قدر المستطاع في فصل الصيف، خاصة في الفترة الممتدة بين 11 سا و16 سا، مع الاحتماء بألبسة واقية من هذه الأشعة، ولتكن ذات اللون الأبيض الذي يرد أشعة الشمس عكس الألوان الداكنة التي تمتصها، مع الحرص على تغطية الرأس بمظلة، واستعمال المراهم الواقية، ومراجعة اختصاصي الأمراض الجلدية إن تطلب الأمر ذلك.