إنّ الطفل لا يمكن أن تعي مداركه الواجبات والحقوق والأصول والمبادئ والقيم والمعاني في أولى سنواته، إنّما يبدأ في تلقّيها خطوة خطوة بعدئذ، ومخطئ مَن يتعامل مع الطفل كتعامله مع الكبير، لهذا نجد أناسَا كثيرين يسيئون معاملة الطفل، حيث يطالبونه أن يكون ساكنًا هادئًا رزينًا وقورًا، إنّه يحمّلونه فوق طاقته. تحكي لنا الصحابية أمّ قيس بنت محصن أنّها جاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بطفل لها صغير رضيع لم يأكل الطعام بعد، فحمله محمّد صلّى الله عليه وسلّم فبال الصغير على تربه، فدعا بماء فنضحه عليه، ولم يغسله. وقد تكرّرت مواقف بول الأطفال على ثيابه وفي جحره صلّى الله عليه وسلّم من كثرة حبِّه لهم وحمله لهم أيضًا.