اخترت ثاني أحسن لاعب بعد مارادونا وبوكا جينيور طلب خدماتي يعود اللاعب الدولي الأسبق، حسين ياحي، إلى بدايته مع الكرة، ويسرد في هذا الحوار أهم المحطات المميزة التي لايزال يتذكرها بكثير من الحنين. كيف هي أحوالك؟ الحمد لله بخير. كنت أدرب خميس الخشنة قبل أن أنسحب، وفضلت أخذ قسط من الراحة. يقال إن حسن لالماس هو من كان وراء انضمامك إلى شباب بلوزداد؟ لو كنت تقصد بدايتي مع الشباب، فقد كانت سنة .1970 أتذكر أن عمري كان عشر سنوات، وكان عدد كبير من الشبان يخضعون للتجارب، ومن بينهم أنا، حيث أن اللعب في الشباب آنذاك كان علامة مسجلة. كنت نحيف الجسم وضعيف البنية، وأتذكر أن اللاعب الكبير عاشور محمد هو الذي كان يشرف على الأصاغر، حيث جرّب كل الشبان وتركني أنا في الأخير، قبل أن يختارني وحدي من بين الذين نجحوا في اختبارات الانتقاء. كما أريد إضافة شيء آخر. تفضل... أتذكر أنه في تلك الحقبة، لم يكن هناك مدارس كروية. والبداية تبدأ من صنف الأصاغر، حيث اضطرت الإدارة آنذاك إلى تزوير إجازتي مع رفع سني حتى أشارك مع الأصاغر، رغم أن عمري لم يتجاوز 10 سنوات. أول مقابلة مع فريق الأكابر؟ كانت في دورة ''التوت'' التقليدية التي كانت تجري بخميس مليانة، حيث استدعاني المدرب للمشاركة في مواجهة ضد اتحاد الجزائر، وكنت في صنف الأشبال. أول مباراة مع المنتخب الجزائري؟ في الألعاب الأولمبية التي جرت بموسكو، حيث كنت إلى جانب النجوم في ذلك الوقت، أمثال بلومي، عصاد، فرفاني وآخرين. كانت بدايتي، ووصلت للمشاركة في كأس العالم رغم أن سني لم يتجاوز 22 عاما. هل صحيح أنك اخترت ثاني أحسن لاعب بعد مارادونا في مونديال اليابان في فئة الأواسط؟ هذا صحيح. مشوارنا الرائع في مونديال 1979 جعلنا نصل إلى ربع النهائي ونخسر أمام الأرجنتين العملاق، حيث تم اختياري ثاني أحسن لاعب بعد مارادونا، فيما نال دياز أحسن لقب هدّاف في الدورة. صحيح أنك تلقيت عرضا من نادي بوكا جينيور الأرجنتيني وأن مسؤولين رفضوا كشف هذا العرض إلا بعد العودة إلى الجزائر؟ هذا صحيح، فالقوانين في ذلك الوقت كانت لا تسمح بالاحتراف إلا بعد 28 سنة. وبمجرد وصولنا إلى الجزائر، علمت أن النادي الكبير بوكا جينيور الذي كان يشرف عليه مينوتي أبدى رغبة في ضمي إليه، حيث تخوّف المسؤولون لو أعلموني في اليابان، كنت سأبقى وأتنقل بدون موافقتهم. وماذا عن العرض البلجيكي؟ كان ذلك بعد مشاركتنا في الألعاب الأولمبية التي جرت بموسكو، حيث تلقيت عرضا من نادي بيرشوت ومكثت ستة أشهر وأمضيت لمدة ثلاث سنوات. لكن الاتحادية رفضت احترافي. وعدت إلى فريقي الأبدي الشباب، قبل أن أحترف في إيرلندا لمدة عام مع نادي بلفاست، واعتزالي الكرة عن عمر 32 سنة فقط. هل أنت نادم على عدم الاحتراف؟ بالتأكيد. لو احترفت في سن صغير، لكنت سأقدم مشوارا كبيرا. لكن القوانين الصارمة حرمتني من ذلك. في 1986 لم تشارك في كأس العالم واعترف سعدان في أحد حواراته أنه نادم؟ بالتأكيد. في ذلك الوقت، ساهمت بشكل كبير في تأهل المنتخب إلى مونديال المكسيك، وكنت في أوج عطائي، لكن تفاجأت لعدم وجود اسمي، ولم أفهم وغضبت كثيرا، رغم أنني سامحت المدرب الذي كان يعرفني جيدا وهو الذي كان وراء تألقي. واعترافه دليل على أنني كنت أستحق المشاركة. أحسن المباريات التي تأثرت بها؟ قدمت مباريات كبيرة، والجمهور كان يستمتع بالفرجة، سواء على المستطيل الأخضر أو في المدرجات، لتبقى المباريات الودية مع المنتخب الوطني أو اللقاء مع العسكر في الدورة التأهيلية للمشاركة في كأس العالم العسكرية أحسنها، حيث قدمت ثلاث كرات لرفقائي للتسجيل، قبل أن أسجل الهدف الرابع بعد مراوغة كل اللاعبين من وسط الميدان.